للأطباء في حياتنا أهمية واضحة، فقد يمنحنا وجودهم الثقة والأمان، لوجود لعلاج المناسب والحصول على المشورة الطبية، التي تساعدنا على تجاوز الأزمات والاضطرابات الجسدية والنفسية.
وبالرغم من أهميتة وجودهم في حياتنا، ألا أن أعلى نسب الإصابة بالكتئاب تكون غالبا بين الأطباء نظرًا لظروف مهنتهم الشاقة، وفقًا للطبيب النفسي د. علي العدالة.
وباختلاف مراحلة المهنة تختلف المشاكل العقلية للأطباء، فعادة ما ترتفع معدلات التفكير الانتحاري لدى الأطباء في السنة الأولى من حياتهم المهنية.
فيما يعتبر الأطباء الأصغر سنًا هم أقل إفصاحا عن مشاكلهم النفسية، لا سيما الطبيبات المتدربات لأنهن أكثر عرضه للإصابة بالإرهاق.
و من المفارقات التى تنمو لدى الطبيب و التي تجعله أسوأ مريض على الإطلاق من حيث قبول العلاج والالتزام به، هو إهمال حالته الصحية،
واعتبار أن كل شىء بخير مادام قادرًا على المقاومة، حيث يرفض تلقى الرعاية، و عدم قبوله بأن يعيش هو دور المريض.
أعلى نسب الاكتئاب تكون بين الأطباء
فقد تم الإبلاغ عن معدلات مرتفعة من التفكير الانتحاري لدى طلاب الطب والأطباء المبتدئين حيث تظهر زيادةً ملحوظةً في التفكير الانتحاري بعد بدء فترة التدريب،
وبالرغم من تحديد عدد من مصادر الإجهاد المرتبط بالعمل في مهنة الطب، إلا أن الأهمية النسبية للضغوط المرتبطة بالعمل بالنسبة لمستويات الصحة العقلية المنخفضة بين الأطباء المتدربين لا تزال غير واضحة.
وفي عام 2015، أظهرت مراجعة للدراسات الطولية زيادةً ملحوظةً بنسبة 15.8٪ في أعراض الاكتئاب بين الأطباء الشباب في غضون عامٍ واحدٍ من بدء التدريب المهني.
بينما أكدت دراسة أخرى حديثة من جامعة كارديف البريطانية، أن نسبة الأطباء الذين تعرضوا لأزمات نفسية بلغت 60% في مراحل مختلفة بحياتهم المهنية،
والأكثرة خطورة من ذلك هو نسبة الأطباء الذين يطلبون المساعدة حيث لا تتجاوز 2000 طبيب.
وفي السياق ذاته، تم إجراء دراسة أسترالية، تبين من خلالها، أن الأطباء الذي يتجاوز عدد ساعات عملهم أكثر من 55 ساعة أسبوعياً،
يكونون أكثر عرضة للمرض النفسي والأفكار الانتحارية مقارنة بمن عملوا حوالي 40 إلى 44 ساعة في الأسبوع،
لذلك تحس الدراسة على ضبط عدد ساعات العمل لتحسين الصحة العقلية للأطباء المتدربين.
فهناك ارتباط واضح بين السلامة النفسية للأطباء وظروف عملهم حتى لا يصلوا إلى مرحلة “الاحتراق الوظيفي”.
في حين ذكرت دراسة أجراها باحثون من كلية الأطباء الملكية عام 2017 أن 25% من الأطباء المبتدئين الذين شملهم الاستطلاع والذين يعملون في هيئة “الخدمات الصحية الوطنية” (NHS) ذكروا أن “صحتهم العقلية غالبًا ما تتأثر سلبًا بوظائفهم”،
ومثل هذه الدراسات مهمة لتسليط الضوء على الحاجة الملحَّة إلى معالجة ظروف عمل الأطباء المبتدئين وتحسينها من أجل الاحتفاظ بهم وبناء قوة عاملة ومستدامة.
أسباب إصابة الأطباء بالاكتئاب
تؤدي ساعات العمل الطويلة إلى ضعف الأداء، وأحيانًا إلى التدهور، وذلك بسبب ارتفاع حمض الاكتيك في الدم، ما يسبب الشعور بالإرهاق والتعب .
وتدنِّي مستويات الصحة النفسية لدى الأطباء و خصوصا حديثي التخرج لا يقتصر سببه على عدد ساعات العمل الطويلة فقط، بل يمتد إلى ظروف العمل القاسية التي يعيشها هؤلاء الأطباء المبتدئون.
فمنذ أن يدخل كلية الطب يعانى من ضغوطًا نفسية كثيرة جديدة بسبب تعامله مع الجثث المنقوعة فى الفورمالين، والقطع الآدمية المخزنة فى الجارات لدراسة مواد التشريح والهياكل العظمية للموتى،
وبعد تخرجه تفرض عليه طبيعة عمله مشاهدة الحالات الخطرة الحالات الخطرة والدم، ويعيش طوال الوقت متحملًا لمسؤولية الحياة والموت مع مرضاه، فيظل تحت ضغط نفسى وعصبى طوال الوقت.
أكثر التخصصات الطبية إصابة بالاكتئاب:
وكشفت إحدى الدراسات أن نسبة الانتحار عند من يمارسون المهن الطبية، حيث تبلغ أعلاها عند الأطباء المتخصصين في التخدير، ثم يحتل الأطباء النفسيون المركز الثالث.
و أثبتت نتائج الدراسة التي تشير إلى ارتفاع معدلات إصابة الأطباء النفسيين بالاكتئاب بعد أطباء التخدير أن السبب في ذلك ما يرون من حالات مرضية من الممكن أن تؤثر عليهم.
وأنهم عندما يصابون بالمرض يخفون ذلك خوفا من نظرة المجتمع السلبية لهم مما يزيد الضغوط النفسية عليهم أكثر.
ولكن هذا غير صحيح فيجب على مريض الأكتئاب لابد أن يكون من حوله على دراية بمرضه فمفهوم «الطبيب يستطيع علاج نفسه» خطأ كبير.
اقرأ أيضًا: شركة ألمانية ناشئة تعمل على تجميد الجثث لإحيائها في المستقبل
المصدر: elaosboa
