أصبحت المملكة اليوم “نقطة مضيئة” للاقتصاد العالمي الذي يواجه تباطؤًا هذا العام”، وهو ما ذكرته لجنة من خبراء المالية ووزراء سعوديين في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس اليوم الأربعاء.
فقد ذكر وزير المالية محمد الجدعان إن المملكة توقعت اتجاه التضخم العالمي قبل دول أخرى،
ما يعني أنها كانت قادرة على اتخاذ إجراءات لعزل نفسها.
وبسبب حزم التحفيز التي وضعها العالم في الاقتصاد العالمي، بحلول يوليو 2021 رأينا العلامات،
وأدركنا أننا بحاجة إلى اتخاذ خطوات لحماية الاقتصاد السعودي، وقد فعلنا ذلك بنجاح”.
وأضاف الجدعان أن تجميد أسعار الطاقة المحلية كان من بين إجراءات التخفيف.
وبينما يتجاوز معدل التضخم العالمي 8%، فإن المتوسط في المملكة، يبلغ 2.6%،
كما ذكر الوزير إن التوقعات تظهر أن التضخم في المملكة “لن يكون مرتفعًا” في عام 2023.
وأضاف: “هناك الكثير من العمل الذي يتم القيام به لعزل الاقتصاد السعودي، ولكن أيضًا لمساعدة الاقتصاد العالمي”.
أكد الجدعان أيضًا على أن المملكة تغير طريقة تقديم المساعدة للحلفاء،
حيث قال: “اعتدنا على تقديم المنح والودائع المباشرة دون قيود، ونقوم بتغيير ذلك.”
كيف ساهمت رؤية 2030 في مرونة اقتصاد المملكة
وأشار المتحدثون إلى النهج طويل المدى لرؤية 2030 كعامل مساهم في مرونة اقتصاد المملكة.
فقد ذكروا أن الرؤية ساعدت المملكة على التكيف عند التعامل مع التحديات العالمية، بما في ذلك COVID-19، والحرب الأوكرانية الروسية، وارتفاع التضخم وانعدام الأمن الغذائي والطاقة.
كما قالت كريستالينا جورجيفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، إن رؤية 2030 جعلت المملكة “نقطة مضيئة للاقتصاد العالمي وفي منطقتها في وقت صعب للغاية بالنسبة للعالم”.
وأضافت إن المملكة ستوفر النمو الاقتصادي الذي يحتاجه العالم، حيث من المتوقع أن يستمر التباطؤ العالمي في عام 2023 بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وأحدث حالة طوارئ في الصين بسبب COVID-19.
وتابعت: “إن المملكة لديها سياسة مالية فعالة، وقد عالجت الطاقة وانعدام الأمن الغذائي وتسعى جاهدة من أجل اقتصاد أكثر تنوعًا.
لا أعرف كم عدد البلدان التي تجرأت خلال هذا الوقت العصيب على زيادة نسبة الدين إلى الدخل من 6 إلى 15%، السعودية فعلت ذلك”.
إن المملكة تأخذ ثرواتها الجيدة على محمل الجد لتلعب دورًا مهمًا في الطاقة والأمن الغذائي، وفي مواجهة التحدي الهائل المتمثل في الديون”.
العلاقات الأمريكية السعودية
وقال وزير المالية الجدعان إن المملكة تهدف إلى “جسر الانقسام” وتشجيع التواصل مع الولايات المتحدة وأوروبا من أجل “مصلحة العالم”،
وإيجاد حلول جماعية لانعدام الأمن الغذائي والطاقة والانتقال إلى الطاقة الخضراء.
وإذا كانت الصين “مهمة للغاية” للمملكة وأكبر شريك تجاري لها، “فإن الولايات المتحدة أيضًا شريك مهم واستراتيجي للغاية.”
وتابع الوزير مؤكدًا: “هدفنا هو حقًا سد الفجوة وهدفنا هو أن نكون قوة اتصال ونشجع التواصل، سواء كانت الصين أو الولايات المتحدة أو غيرها.
نحن نلعب دورنا على الصعيد العالمي ويمكن الآن الاعتماد على المملكة لمواجهة الأزمات “.
ومن جانبها قالت الأميرة ريما بندر آل سعود، سفيرة المملكة في الولايات المتحدة، إن الحفاظ على الشراكة الإستراتيجية طويلة الأمد بين الرياض وواشنطن “أمر ضروري للغاية” لتحقيق الاستقرار العالمي.
وأضافت آل سعود: “نعم، كانت هناك لحظة صراع وخلاف، لكن هذا لا ينتقص من حقيقة أننا حليفان استراتيجيان وأننا أصدقاء، وهذه العلاقة مهمة للعالم”.
اقرأ المزيد: توقيع اتفاقية برنامج تسريع لتعزيز الابتكار في المملكة
