تسير أعمال البناء في مشروع “مرافي” السكني شمال مدينة جدة بخطى متسارعة، بإشراف مجموعة روشن، الذراع العقارية لصندوق الاستثمارات العامة.
ويُتوقع أن يستوعب المشروع أكثر من 130 ألف شخص عند اكتماله، مما يجعله من أبرز المشاريع السكنية الكبرى في المملكة.
رغم عدم الإعلان عن الكلفة الإجمالية للمشروع، إلا أن روشن حصلت في أكتوبر الماضي على تسهيلات ائتمانية بقيمة 2.4 مليار دولار من مجموعة من البنوك المحلية لدعم مشاريعها المختلفة في المملكة.
وتتميز “مرافي” بقناة مائية فريدة تمتد بطول 10.2 كيلومتر وعرض 100 متر، تشق طريقها من ساحل البحر الأحمر عبر خور أبحر الطبيعي،
لتخترق واحدة من أسرع مناطق جدة نمواً.
ويشبه هذا التصميم قناة دبي المائية الشهيرة التي أعادت رسم معالم خور دبي وربطته بمياه الخليج.
وفي ندوة عبر الإنترنت هذا الأسبوع، أوضح روجر فاتوفيتش، كبير مسؤولي تسليم المشاريع في روشن، أن “مشروع القناة يعد من المشاريع النادرة عالمياً،
ونحن الآن في مرحلة الحفر النشط”.
وتسعى روشن، على غرار كبرى شركات التطوير العقاري في المنطقة مثل إعمار والدار، إلى دعم مستهدفات رؤية المملكة 2030،
لا سيما في رفع نسبة تملك المواطنين للسكن إلى 70% بحلول عام 2030، بعد أن بلغت 64% بنهاية عام 2023.
ويمتد مشروع “مرافي” على مساحة 7 ملايين متر مربع، ويُنفذ على سبع مراحل خلال ثلاث سنوات.
فيما يشمل حفر قناة بطول 3 كيلومترات، وبناء ثلاثة جسور للمشاة في مرحلته الأولى، على أن يتضمن عند اكتماله نحو 52 ألف وحدة سكنية،
إلى جانب تسعة جسور عامة ومرافق تجارية وفندقية وترفيهية متنوعة.

ورغم الطموحات الكبيرة، يواجه قطاع البناء تحديات تتعلق بالتمويل، خاصة مع انخفاض أسعار النفط التي تشكل حوالي 60% من إيرادات المملكة.
وقد وجّه صندوق الاستثمارات العامة مؤخرًا شركاته إلى خفض النفقات، مما انعكس على بعض المشاريع عبر تجميد التوظيف وتأجيل بعض الأعمال.
تعمل روشن حالياً على تطوير 13 مشروعًا في أنحاء متفرقة من المملكة، وتخطط لبناء 400 ألف وحدة سكنية على المدى الطويل،
معتمدةً على محفظة أراضٍ تمتد على مساحة 200 مليون متر مربع.
وبحسب تقرير صادر عن شركة نايت فرانك العالمية لعام 2024، من المتوقع أن تصبح المملكة أكبر سوق للبناء في العالم بحلول عام 2028، مع ناتج بناء متوقع بقيمة 181.5 مليار دولار.
وفي سياق متصل، تجري روشن محادثات للحصول على قرض إضافي بقيمة 670 مليون دولار لدعم خططها التوسعية الطموحة.
اقرأ أيضًا: مختبئة في الرمال: حكايات ونكهات الفقع السعودي