شهدت منطقة نجران اهتمامًا متزايدًا بزراعة قصب السكر خلال الفترة الأخيرة، حيث بدأ العديد من المزارعين في تبني هذا المحصول بعد أن أثبت نجاحه في البيئة الزراعية المحلية، إلى جانب ما يوفره من عوائد اقتصادية مجزية مقارنة بمحاصيل أخرى تقليدية. ويأتي هذا التوجّه ضمن جهود المزارعين للبحث عن محاصيل ذات قيمة سوقية عالية وقدرة إنتاجية قوية تلائم طبيعة نجران ومناخها.
وأفاد المزارعون بأن زراعة قصب السكر أثبتت فعالية كبيرة في التربة المحلية، خاصة في المناطق التي تتوفر فيها مصادر مياه كافية وأنظمة ري حديثة تساعد على رفع كفاءة الإنتاج وتقليل الهدر. كما أظهرت التجارب أن المحصول يتميز بقدرة جيدة على التكيّف مع الظروف المناخية، مع معدل نمو سريع وإنتاجية مرتفعة خلال مواسم الحصاد.
كما تعزز زراعة قصب السكر فرصًا اقتصادية واعدة، إذ يُستخدم في إنتاج عدد من المنتجات الصناعية والغذائية مثل السكر، العسل الأسود، العصائر، العلف الحيواني، بالإضافة إلى المواد الخام التي تدخل في صناعات مختلفة. هذا التنوع في الاستخدامات يمنح المزارعين فرصًا متعددة للتسويق ورفع هامش الربحية.
وتتوقع الجهات الزراعية في المنطقة أن تشهد زراعة قصب السكر توسعًا أكبر خلال السنوات المقبلة، خاصة بعد أن أثبت المحصول جدواه الاقتصادية العالية، ووجود طلب متزايد على منتجاته في الأسواق المحلية. كما يجري العمل على تقديم برامج دعم فني وإرشادي للمزارعين لتبني أفضل الممارسات في الزراعة والري والتسويق، من أجل ضمان تحقيق أعلى إنتاجية ممكنة.
وأشار المزارعون إلى أن نجاح زراعة قصب السكر أسهم في تشجيعهم على تجربة محاصيل جديدة ذات قيمة اقتصادية أعلى، مما يعزز من تنوع الإنتاج الزراعي في نجران ويدعم توجه المنطقة نحو تحقيق اكتفاء ذاتي أكبر في بعض السلع الزراعية. ويؤكد هذا التوجه أن القطاع الزراعي في نجران يمتلك مقومات قوية لتطوير محاصيل بديلة تُعزز الأمن الغذائي وتوفر فرصًا اقتصادية مستدامة للمزارعين.
