بدأ مربو النحل في مختلف مناطق المملكة موسم حصاد عسل السدر، الذي يُعد من أكثر أنواع العسل شهرةً وتميزًا في المنطقة، نظرًا لقيمته الغذائية العالية ونكهته الغنية الفريدة. ويُعتبر هذا الموسم حدثًا مهمًا في التقويم الزراعي بالمملكة، خاصة في مناطق جازان، عسير، والباحة التي تشتهر بإنتاج هذا النوع من العسل بكميات وجودة استثنائية.
عسل السدر يُستخرج من رحيق زهور شجرة السدر التي تنمو في الجبال والوديان، ويُعرف بلونه الذهبي الداكن وخصائصه العلاجية، إذ يُستخدم منذ القدم في تعزيز المناعة، وتهدئة الالتهابات، وتحسين الهضم. ويُعد من المنتجات المميزة التي تلقى رواجًا محليًا وعالميًا، حيث يصدره النحالون السعوديون إلى أسواق الشرق الأوسط وأوروبا.
ويتميز هذا الموسم بارتفاع الطلب على العسل المحلي مع ازدياد الاهتمام بمنتجات النحل الطبيعية، في ظل الدعم الذي تقدمه وزارة البيئة والمياه والزراعة لقطاع تربية النحل، من خلال برامج تدريبية وتمويلية تهدف إلى رفع كفاءة الإنتاج وتحسين الجودة.
كما شهدت السنوات الأخيرة توسعًا في مشروعات النحل بالمملكة، مع دخول تقنيات حديثة مثل أنظمة تتبع النحل بالذكاء الاصطناعي وتحليل جودة الرحيق، ما ساهم في زيادة الكفاءة والإنتاجية وتحقيق التنافسية في الأسواق العالمية.
ويُعد عسل السدر السعودي رمزًا للجودة والتراث الطبيعي، حيث يجسد العلاقة العميقة بين الإنسان والبيئة في المملكة، ويمثل أحد الكنوز الطبيعية التي تفتخر بها البلاد ضمن جهودها للحفاظ على التنوع البيئي ودعم الاقتصاد الريفي المستدام.
