شهدت الدرعية — مهد الدولة السعودية الأولى وأحد أهم مواقع التراث العالمي — انطلاقة أكاديمية جديدة مع إعلان مدرسة لندن للأعمال فتح فصل جديد من مسيرتها التعليمية داخل هذا الموقع التاريخي المرموق. ويُمثل هذا التطور خطوة استراتيجية تعزز مكانة الدرعية كمركز ثقافي، اقتصادي، وتعليمي يتكامل مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وجاء الإعلان خلال فعالية خاصة أقيمت في حي الطريف، المكان الذي يُعد واحدًا من أبرز مواقع التراث العمراني في المنطقة، حيث أشادت إدارة المدرسة بالأهمية التاريخية للدرعية وما تحمله من رمزية حضارية، معتبرة أن وجود مؤسسة تعليمية عالمية في هذا الموقع يشكّل نقلة نوعية تربط الماضي بالمستقبل.
ويهدف البرنامج الجديد إلى تقديم تجربة تعليمية دولية عالية المستوى داخل بيئة سعودية أصيلة، بما يسهم في تعزيز المهارات القيادية والتنفيذية للكوادر الوطنية والدولية. كما يؤكد هذا التوجه حرص المؤسسات العالمية على الاستفادة من النهضة الثقافية والتطوير العمراني الذي تشهده الدرعية، خصوصًا مع توسع مشروعات مثل بوابة الدرعية، ومتحف الفن المعاصر، ومناطق التطوير الحضري المحيطة بها.
وأوضح مسؤولو مدرسة لندن للأعمال أن الشراكة مع مؤسسات المملكة التعليمية والثقافية ستفتح الباب أمام برامج مبتكرة تشمل القيادة، الأعمال، الاقتصاد الإبداعي، والتطوير الحضري، مع إتاحة برامج تنفيذية تستهدف قادة الأعمال وصنّاع القرار في القطاعات الحكومية والخاصة.
ويمثل هذا الحضور الأكاديمي العالمي داخل الدرعية خطوة إضافية نحو تحويل المنطقة إلى وجهة تعليمية وثقافية عالمية، تجمع بين العمق التاريخي والحداثة، وتوفر بيئة متكاملة تعزز تبادل المعرفة وتطوير القيادات المستقبلية.
كما رُحّبت الخطوة من جانب مؤسسات سعودية وقادة فكر أكّدوا أن هذه المبادرات تمثل إضافة نوعية إلى البيئة التعليمية والاقتصادية، وتُعزز مكانة المملكة كمنصة عالمية للمواهب والأفكار المبتكرة.
وبذلك، تضيف الدرعية فصلًا جديدًا إلى تاريخها الممتد، هذه المرة عبر منصة تعليمية عالمية تحمل رؤية جديدة نحو المستقبل، وترسّخ دورها كمركز رئيسي للتعلم والابتكار ضمن المشهد السعودي المتطور.
