طلوع نجم سهيل يبشر بانتهاء فصل الصيف في المملكة

طلوع نجم سهيل يبشر بانتهاء فصل الصيف في المملكة

شهدت سماء المملكة خلال الأيام الماضية ظهور نجم سهيل، أحد أبرز النجوم التي يترقبها سكان الجزيرة العربية منذ القدم، لما يحمله من دلالات موسمية ترتبط بانتهاء حرّ الصيف وبداية اعتدال الأجواء. ويُعد طلوع سهيل حدثًا فلكيًا وثقافيًا في آن واحد، إذ ارتبط عبر التاريخ بالزراعة، والرعي، والأنشطة اليومية، إلى جانب مكانته البارزة في التراث العربي.

ويُعرف سهيل بأنه نجم لامع يظهر في الجهة الجنوبية من السماء، ويُرى عادة في أواخر شهر أغسطس وبداية سبتمبر، حيث يُعتبر ظهوره علامة فارقة على بدء تحولات مناخية تدريجية، تتمثل في انخفاض درجات الحرارة ليلًا، وهبوب نسمات هواء ألطف، ما يبشر بقرب دخول فصل الخريف.

كما يحتل سهيل أهمية خاصة في الثقافة الشعبية للمملكة، إذ استند عليه الأجداد في تحديد مواسم الأمطار والأنواء، وتنظيم مواعيد السفر في الصحراء، بل وحتى في توجيه المزارعين لمواعيد غرس بعض المحاصيل التي تتطلب أجواء معتدلة.

ويُقسم الفلكيون فترة سهيل إلى عدة منازل تستمر قرابة 53 يومًا، تشهد خلالها أجواء المملكة تغيرات تدريجية تؤدي في النهاية إلى بداية البرودة مع دخول الشتاء.

ويرى المراقبون أن هذا الارتباط بين الفلك والحياة اليومية يعكس عمق العلاقة التي نشأت بين الإنسان وبيئته في الجزيرة العربية، حيث شكّل نجم سهيل تقويمًا طبيعيًا يُعتمد عليه قبل ظهور التقويمات الحديثة والأرصاد الجوية. واليوم، ما زال السعوديون يرحبون بطلوع سهيل باعتباره علامة على انكسار شدة الحرّ، ومناسبة للاحتفاء بانتقال الفصول.

ويؤكد علماء الفلك أن متابعة هذه الظواهر الكونية تعزز الوعي بعلم الفلك في المجتمع، وتساهم في إحياء التراث المعرفي القديم الذي اعتمد على النجوم كوسيلة لفهم التغيرات الطبيعية.