شربات جولا أيقونة اللاجئين التي تحوَّلت إلى وجه للمعاناة والأمل

شربات جولا أيقونة اللاجئين التي تحوَّلت إلى وجه للمعاناة والأمل

شربات جولا، المعروفة بـ «الفتاة الأفغانية»، تنحدر من جذور بشتونية أفغانية، وُلدت نحو عام 1972 في منطقة جبلية قرب الحدود مع باكستان.

منذ طفولتها ابتُليت بمعاناة النزوح والحرب، حيث فقدت والدتها ثم انتقلت مع جدتها وأخواتها إلى مخيم اللاجئين ناصر باغ في باكستان نتيجة الهجمات العسكرية التي شهدتها أفغانستان في ذلك الزمان.

 

لحظة الصورة التي غيرت مسار حياتها

في عام 1984، التقط المصور ستيف ماكوري صورة لشربات جولا في المخيم، وهي طفلة بعمر يقارب 12 عامًا، وكانت ترتدي وشاحًا مائلًا إلى الحُمرة وتحدق بالعدسة بعينين خضراوين لامعتين؛ مزيج من البراءة والقلق.

هذه الصورة ظهرت على غلاف مجلة شهيرة في 1985، وتحوّلت بسرعة إلى رمز عالمي لمعاناة اللاجئين، ولاقت اهتمامًا بالغًا من الناس والمنظمات.

 

الكشف عن هويتها ومسار الحياة بعد الصورة

لم تُعرف هوية الفتاة إلا بعد نحو 17 عامًا، تحديدًا عام 2002، حينما تم تحديد أنها هي شربات جولا.

عاشت لعقود في باكستان برفقة عائلتها في مخيمات اللاجئين، لكنها لم تنل تعليمًا نظاميًا سوى أن تعلمت كتابة اسمها فقط، نظراً لظروف المخيم الاقتصادي والاجتماعي الصعبة.

في السنوات التالية، رافقتها كثير من الأحداث: تم اعتقالها في باكستان عام 2016 بتهمة استخدام وثائق مزورة، ثم تم ترحيلها إلى أفغانستان، وبعد المتغيرات السياسية في البلاد تم إجلاؤها إلى إيطاليا مع أفراد من عائلتها.

خلال تلك المرحلة، واجهت تحديات كبيرة على الصعيد النفسي والمادي، لكنها ظلت رمزًا حيًّا للقوة والصمود.

 

ما تمثّله شربات جولا اليوم

شربات جولا اليوم ليست مجرد صورة على غلاف مجلة، بل قصة حياة تُحكى عن آلام الحرب واللجوء، وعن الطفولة المنكسرة وأمل النجاة.

أصبحت تمثل آلاف الأطفال الذين يُجبرون على الفرار من منازلهم، وتشكل رمزًا للمأساة الإنسانية التي تعانيها شعوب النزاع.

رغم الشهرة التي اكتسبتها، تفضّل جولا أن تحافظ على خصوصيتها، وتعيش حياتها بعيدًا عن الأضواء، مجتهدة في التعامل مع واقعها الشخصي والمتغيرات العالمية التي تطال حياة اللاجئين.

 

كيف أثرت الصورة في الوعي العالمي؟

صورة شربات جولا لعبت دورًا كبيرًا في تركيز الانتباه العالمي على قضايا اللاجئين والنازحين.

تحولت إلى أيقونة تُستخدم في الحملات التوعوية، وفي الفن والثقافة، حتى أصبحت جزءًا من المحادثة حول حقوق الإنسان والتعليم والرعاية الصحية لأولئك الذين يُضطرون للفرار من الصراع.

المصدر: أخبار 24