تشهد المكتبات السعودية نقلة نوعية جديدة بعد أن بدأت وزارة الثقافة العمل على تحويلها إلى بيوت للثقافة، لتصبح منصات متكاملة تجمع بين القراءة والمعرفة والفنون والابتكار.
وتأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية شاملة تهدف إلى جعل الثقافة جزءًا أصيلًا من الحياة اليومية، وتعزيز حضورها في المجتمع بما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
المشروع لا يقتصر على توفير الكتب وقاعات المطالعة فحسب، بل يتعدى ذلك إلى تقديم فضاءات متعددة للأنشطة الثقافية والفنية، مثل ورش العمل، المعارض الفنية، الفعاليات المسرحية والموسيقية، إضافة إلى مساحات مخصصة للإبداع الرقمي والتقني.

وبذلك، تتحول هذه المكتبات إلى بيئة تفاعلية تلبي احتياجات فئات المجتمع كافة، من الشباب والأطفال إلى المبدعين والباحثين.
وزارة الثقافة أوضحت أن هذه المبادرة تأتي لإعادة تعريف دور المكتبات العامة، بحيث لا تكون مجرد أماكن لحفظ الكتب، وإنما مراكز نابضة بالحياة تسهم في نشر المعرفة، دعم الإبداع، وتحفيز الصناعات الإبداعية في المملكة.
كما تهدف بيوت الثقافة إلى تعزيز الهوية الوطنية، من خلال عرض الفنون المحلية والتراث الثقافي السعودي جنبًا إلى جنب مع الفنون العالمية، مما يخلق جسورًا للتواصل الثقافي بين المملكة والعالم.
ويُتوقع أن تسهم هذه المبادرة في دعم الاقتصاد الإبداعي وخلق فرص جديدة للمواهب الشابة، إضافة إلى تقديم تجربة ثقافية متكاملة للمجتمع والزوار، وهو ما يرسخ مكانة المملكة كمركز إقليمي ودولي للثقافة والإبداع.