سجّل متوسط العمر المتوقع في المملكة قفزة ملحوظة خلال عام 2025، ليصل إلى 79.7 عامًا مقارنة بـ 74 عامًا فقط في عام 2016، في واحدة من أبرز الزيادات المسجلة عالميًا خلال أقل من عقد. ويعكس هذا التطور تحولًا عميقًا في مستوى جودة الحياة والرعاية الصحية التي تحققت ضمن مسار التحول الوطني.
وأوضحت بيانات وزارة الصحة أن هذا الارتفاع يُعد ثمرة مباشرة لسلسلة من الإصلاحات الصحية الشاملة التي عززت جانب الوقاية، وطوّرت منظومة الرعاية، ورفعت كفاءة الخدمات الطبية في مختلف مناطق المملكة. وشمل ذلك الاستثمار في البنية التحتية الصحية، وتوسعة المستشفيات، وتحسين الوصول إلى الخدمات، وتطوير برامج الرعاية الوقائية.
ومن بين أبرز العوامل التي ساهمت في هذا التقدم اللافت، الانخفاض الكبير في الوفيات الناجمة عن الحوادث المرورية بنسبة وصلت إلى 60% منذ عام 2016، وهو ما يعكس نتائج البرامج الميدانية والتوعوية وتحسين منظومة السلامة على الطرق. كما شهدت المملكة تراجعًا واضحًا في الوفيات الناتجة عن الأمراض المعدية بعد أن انخفضت بمقدار النصف تقريبًا، نتيجة تعزيز برامج التحصين والكشف المبكر والاستجابة السريعة للأوبئة.
وفي الوقت نفسه، تراجعت نسب الوفيات الناتجة عن الأمراض غير السارية مثل أمراض القلب والسكري بنسبة تقارب 40%، وذلك مع توسع المبادرات الوقائية، وتحسين أنماط الحياة الصحية، وتطوير إمكانات التشخيص المبكر والمتابعة العلاجية.
وشهد القطاع الصحي توسعًا في طاقته الاستيعابية، حيث تمت إضافة آلاف الأسرّة الجديدة في المستشفيات الحكومية والخاصة، مما ساهم في تحسين مستوى الخدمة وتقليل فترات الانتظار. كما شهدت خدمات الطوارئ نقلة نوعية بعد انخفاض متوسط زمن الاستجابة من 25 دقيقة عام 2016 إلى نحو 10 دقائق فقط في عام 2025.
ووصلت التغطية الصحية الشاملة إلى مستوى قياسي بلغ 97.4% من سكان المملكة، ما يعكس مدى قدرة النظام الصحي على الوصول إلى مختلف الفئات السكانية وتوفير خدمات طبية أكثر شمولاً وفاعلية.
ويمثل ارتفاع العمر المتوقع إنجازًا يعكس نجاح رؤية المملكة في بناء مجتمع يتمتع بصحة أفضل وجودة حياة أعلى، مع استمرار التركيز على تعزيز الوقاية، وتحسين قدرات القطاع الصحي، ودعم استدامة الرعاية الطبية في السنوات المقبلة.
