وفاة عاشقة السودان عن عمر يناهز 95 عامًا، واختارت “غريزلدا الطيب” أن تدفن إلى جوار زوجها عالم اللغة العربية، ومدير جامعة الخرطوم الأسبق “عبدالله الطيب“،
الذي توفي في عام 2003، بعد قصة عشق للسودان دامت 75 عامًا.
في عام 1945 بدأت قصة “غريزلدا” مع السودان ،حينما كانت تدرس الفنون في جامعة لندن،
حيث التقت بطالب الدكتوراة المبتعث من السودان لذات الجامعة، “عبدالله الطيب” الذي تزوجها بعد أشهر قليلة من اللقاء الأول وأتى بها لاحقًا إلى قريته في شمال السودان.
وقد أحبت “غريزلدا” حياة السودان، مثلما أحبت زوجها الطيب، وظلت جزءًا منها حتى بعد وفاة زوجها قبل نحو 20 عامًا.
ورغم تقدم “غريزلدا” فى السن، إلا أنها ظلت تعمل خلال السنوات الأخيرة على تخليد أعمال زوجها عبر العديد من الأنشطة الفنية والثقافية.
كما أنها نجحت تمامًا في تنفيذ وصيته المتمثلة، في حفظ إرثه العلمي الضخم من كتب وتسجيلات في مجال اللغة والقصة وتفسير القرآن الكريم.
وفاء عظيم تجسد في اختيار المكان
وقد تجسد ذلك الوفاء بشكل كبير في اختيارها للسودان كمكان لحياتها بعد وفاة زوجها رغم الظروف الصعبة التي عاشتها البلاد خلال الفترة الأخيرة.
وقد أسهمت “غريزلدا” في ترسيخ معاني الدبلوماسية الشعبية، حيث نعتها السفارة البريطانية في الخرطوم بكلمات معبرة،
مشيرة إلى أنها كانت واحدة من أقدم الرعايا البريطانيين المقيمين في السودان.
وقد حصلت”غريزلدا” على وسام الملكة البريطانية، تقديرًا لمساهماتها في العلاقات البريطانية السودانية فى عام 2002.
وظلت “غريزلدا” تمارس أنشطتها الاجتماعية والفنية بحيوية قائمة،
حتى قبل أيام قليلة من وفاتها، بالرغم من بلوغها الخامسة والتسعين من العمر
وفى الفترة الأخيرة تمكنت من تقديم إسهامات كبيرة في مجال الفن التشكيلي والفلكلور وتصميم الأزياء الشعبية.
اهتمت بتعليم المرأة السودانية
كما اهتمت كثيرًا بتعليم المرأة السودانية وكانت من الناشطات جدًا في مجال الدفاع عن حقوق المرأة.
وقد شيع مئات السودانيون “غريزلدا” الطيب (95 عامًا) إلى مثواها الأخير في إحدى المقابر في شمال الخرطوم، يوم الجمعه، بعيدًا عن وطنها الأم إنجلترا، لتكتب الفصل الأخير من قصتها.
اقرأ أيضًا: مواقع التواصل الاجتماعي تؤثر سلبًا على الفتيات أكثر من الذكور