نفّذت الجهات المعنية بالحياة الفطرية في المملكة عملية إطلاق لعدد من الطيور الجارحة في منتزه السودة، ضمن برنامج بيئي يهدف إلى إعادة توطين الأنواع الأصلية وتعزيز التوازن الطبيعي في النظم البيئية الجبلية. وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود أوسع لحماية التنوع الأحيائي، ودعم استدامة الموائل الطبيعية، وإعادة بناء السلاسل الغذائية في المناطق المحمية.
وشملت عملية الإطلاق طيورًا جرى تأهيلها بعناية في مراكز متخصصة، حيث خضعت لفحوصات صحية وبرامج تدريبية تضمن جاهزيتها للعودة إلى البرية وقدرتها على التكيّف مع بيئتها الطبيعية. كما راعت الفرق البيئية اختيار توقيت ومواقع الإطلاق بما يتوافق مع خصائص الموطن المحلي وتوفر الغذاء وظروف الطقس، لضمان أعلى معدلات النجاح والاستقرار.
وأكد مختصون أن الطيور الجارحة تؤدي دورًا محوريًا في الحفاظ على التوازن البيئي من خلال تنظيم أعداد الفرائس والمساهمة في صحة النظام البيئي ككل. ويُعد منتزه السودة، بتنوعه الحيوي وطبيعته الجبلية، موقعًا مناسبًا لدعم هذه الأنواع وإعادة إدماجها في بيئتها الأصلية.
وتندرج هذه المبادرة ضمن برامج متكاملة تشمل الرصد والمتابعة باستخدام تقنيات حديثة لتتبع حركة الطيور وسلوكها بعد الإطلاق، إلى جانب جهود توعوية تستهدف المجتمع المحلي والزوار لرفع الوعي بأهمية حماية الحياة الفطرية ودورها في استدامة الموارد الطبيعية.
وتعكس هذه الخطوة التزام المملكة بتعزيز العمل البيئي وحماية الأنواع المهددة، ودعم المحميات الطبيعية بوصفها ركيزة أساسية للحفاظ على التنوع الأحيائي، بما يسهم في تحقيق أهداف الاستدامة البيئية على المدى الطويل.
