يُعد هوتميل (Hotmail) واحدًا من أوائل خدمات البريد الإلكتروني المجانية في العالم، وقد لعب دورًا محوريًا في ثورة الاتصالات الرقمية منذ انطلاقه في منتصف التسعينات.
أسّسه كلٌّ من سابير بهاشيا وجاك سميث عام 1996، ليمنح المستخدمين لأول مرة القدرة على إرسال واستقبال الرسائل الإلكترونية من أي مكان في العالم عبر الإنترنت، دون الحاجة لاستخدام أجهزة أو برامج محددة.
كان هوتميل في بدايته يمثل نقلة نوعية في عالم التكنولوجيا، حيث أتاح التواصل الفوري والبسيط بين الأفراد والمؤسسات، مما ساعد على تسريع وتيرة التفاعل البشري والعلاقات التجارية والتعليمية.
ومع مرور الوقت، استحوذت شركة مايكروسوفت (Microsoft) على الخدمة عام 1997 في صفقة ضخمة بلغت قيمتها نحو 400 مليون دولار أمريكي، لتصبح جزءًا من منظومة خدمات البريد الإلكتروني التابعة لمايكروسوفت.
وبعد سنوات من التطوير والتحسين، تحول “هوتميل” إلى ما يُعرف اليوم بـ Outlook.com، لكنه لا يزال يحتفظ باسمه وشهرته في أذهان المستخدمين، خصوصًا في العالم العربي، حيث استخدمه الملايين كبريدهم الإلكتروني الأول.
تتميز خدمة هوتميل (أو Outlook) اليوم بخصائص متطورة تشمل:
التخزين السحابي عبر OneDrive لإرسال الملفات الضخمة بسهولة.
التقويم الذكي لتنظيم المواعيد والاجتماعات.
الدمج مع خدمات Microsoft 365 لرفع الإنتاجية والعمل الجماعي.
مستوى أمان عالٍ بفضل تقنيات التحقق الثنائي ومكافحة الرسائل الاحتيالية.
ويُعد إنشاء حساب على هوتميل عملية بسيطة، إذ يمكن لأي مستخدم زيارة موقع Outlook.live.com، ثم اختيار “Create account”، وإدخال البيانات الأساسية مثل الاسم، وكلمة المرور، ورقم الهاتف، لتفعيل الحساب واستخدام البريد الإلكتروني فورًا.
لقد تطورت خدمة هوتميل من مجرد وسيلة لتبادل الرسائل إلى نظام متكامل لإدارة الحياة الرقمية، يجمع بين التواصل، والتنظيم، والأمان، وهو ما يجعلها واحدة من أكثر خدمات البريد الإلكتروني استمرارية وانتشارًا في العالم.