بقلم الأديب محمد ذيب
تفرض علينا الحياة بكل مقاييسها العيش مع أجناس مختلفة من البشر ومستويات متفاوتة من التفكير والثقافة والحس … فلا يمكن أن ننأى بأنفسنا للعيش في عالمٍ غير هذا العالم ومع أناس من غير بني البشر … فكلنا من آدم وآدم من تراب …
في ظل هذه المعادلة كيف ينظر أحدنا إلى هذا أو ذاك ؟؟؟
إذا أصابك مكروه لا قدر الله تقول هذا هو السبب …
وإذا حلت بك عين تقول ذاك …
وهذا… هو من خالفك بسبب سرعتك الزائدة
وذاك … من نبهك لسوء الأداء والتقصير في العمل وإضاعة الوقت
وهذا وذاك … من اتفقا أن لا يبادلانك الزيارة ويضعانك على اللائحة السوداء
وهذا … وهذا … هما من انتقدا مشيتك وعدم تناسق ملابسك
وذاك … وهذا … هما من وقفا في طريق ترقيتك بعد أن كدت تفوز بالدرجة والعلاوة الاستثنائية من بعد سنين عجاف من الصبر والمثابرة …
وهؤلاء … هم من ظلموك بالقول وعملوا على تشويه سمعتك …
وأولئك الذين قاطعوك دون سبب …
وهذا وغيره … ممن يقلق راحتك إذا طلبت النوم بالاتصال بجوالك مرة وقرع جرس الباب مرات أخرى وزيارتك في وقت متأخر من الليل
وذاك … الذي مهد لك الطريق وحبب إليك ال chat وزيارة مقاهي الانترنيت لتصبح مدمن تصفح وباحثاً متخصصاً في أصول المواقع الأكثر تخصصاً
وبعض هؤلاء … أداروا لك ظهورهم حين طالبتهم بدين قديم مضى عليه عمرٌ مديدٌ…
وكل هؤلاء … كانوا سبباً لضغط الدم وزيادة الكلسترول والقرحة والسكري والقولون العصبي وذلك لعدم الالتزام بمدة صلاحية المنتج وزيادة الهرمونات في اللحوم ومشتقاتها وزيادة الأسمدة الكيماوية المضافة للمزروعات وعرض الأخبار الثأرية المتتالية وحلقات البث المباشر للنقاش البيزنطي … الملتهب
لن أستثني هذه وتلك … وهؤلاء … ممن جعلنك عصبي المزاج متردداً في اتخاذ القرار … بعيداً عن المصداقية … خالي الجيوب …
فهذه … كانت سبباً مباشراً في عدم اتزانك العاطفي وعقدك النفسية المتوارثة لأنها رفضت الرد على رسائلك والانصياع لطلباتك المتكررة بالزواج والخروج من وراء الأهل …
وتلكم … كانت محط إعجابك ولكنها خذلتك حين اختارت فتىً آخر يفوقك مالاً وصحة وجاهاً ووظيفة ووضعاً اجتماعياً وعائلياً …
وهؤلاء … هن من كن سبباً مباشراً وغير مباشر في حمل زوجتك على رفض خططك الاستراتيجية لترشيد الإنفاق …
لن يكون هذا أو ذاك وكل أولئك الذين عرفتهم … ولا هذه ولا تلك … سبباً لأن تعتزل العالم فتجلس نادباً حظك العاثر … لأنك لا بد أن تكون أحد الهذا والذاك … فتكون سبباً مباشراً أو غير مباشر فيما قلناه سابقاً …
ولأن طبيعة البشر لا تعترف بما تسببه الأنا للآخرين من أذى … نظن كل الظن أن الغير هم السبب دائماً … فيما نحن فيه…
فأين أنت من هذا … أو ذاك … ؟؟؟؟