في إنجاز طبي غير مسبوق، شهدت الرياض مشاركة فعّالة في عملية زراعة قلب لطفل أُجريت في دولة الإمارات، بعد نقله من متوفى دماغيًا، في واحدة من أكثر العمليات تعقيدًا في مجال جراحة القلب على مستوى المنطقة والعالم.
العملية التي تم تنفيذها مؤخرًا وُصفت بأنها من نوع “زرع قلبين”، حيث قام الفريق الطبي بزرع قلب جديد دون إزالة القلب الأصلي بالكامل، مما سمح للقلبين بالعمل معًا لدعم الدورة الدموية وتحسين وظائف القلب الضعيف. ويُعد هذا الأسلوب من أدق الإجراءات الطبية التي تُستخدم في حالات الفشل القلبي الحاد لدى الأطفال.
وقد شارك في الإشراف الطبي على العملية فريق متخصص من العاصمة الرياض، ضمّ نخبة من جراحي القلب وخبراء زراعة الأعضاء، حيث ساهموا بخبراتهم في التخطيط، والمتابعة الدقيقة لحالة الطفل قبل وأثناء وبعد العملية، مما أسهم في نجاحها واستقرار حالة المريض بعد الزراعة.
وأكد الأطباء أن هذا التعاون الإقليمي بين المراكز الطبية في الرياض ونظيرتها في الإمارات يمثل نموذجًا متقدّمًا للتكامل الصحي العربي، ويعكس الريادة الطبية للمملكة في دعم وتبادل الخبرات في مجالات الطب المتقدم وزراعة الأعضاء.
وأشار الفريق الطبي إلى أن العملية تمت باستخدام أحدث تقنيات الدعم الحيوي والمراقبة الجراحية، وأن الطفل بدأ يُظهر مؤشرات تحسّن واضحة في القلب والدورة الدموية بعد العملية.
ويُعد هذا الإنجاز خطوة مهمة في تطوير جراحات القلب للأطفال في العالم العربي، وتجسيدًا للريادة السعودية في دعم الطب التخصصي والإنساني، حيث أسهم التعاون بين الخبرات السعودية والإماراتية في إنقاذ حياة طفلٍ صغير، ومنح قلبين فرصة النبض من جديد.