نبتة نيوم النادرة التي غيرت مسار مشروع فندقي وأصبحت رمزًا للاستدامة البيئية في المملكة

نبتة نيوم النادرة التي غيرت مسار مشروع فندقي وأصبحت رمزًا للاستدامة البيئية في المملكة

لطالما كانت البيئة والاستدامة في صدارة أولويات رؤية المملكة 2030، حيث أولى سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان اهتمامًا خاصًا بحماية البيئة الطبيعية والتنوع البيولوجي، حتى لو كان ذلك على حساب مشاريع استثمارية كبرى.

وفي واحدة من أبرز القصص التي تعكس هذا التوجه، كشف وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل عن موقف حدث خلال مرحلة التخطيط لأحد المشاريع الفندقية الفاخرة في وادي بمدينة نيوم، حيث تم اكتشاف نبتة نادرة لم تُرصد في أي مكان آخر في العالم سوى هذا الوادي.

 

تغيير موقع المشروع الفندقي من أجل حماية النبتة النادرة

فبمجرد اكتشاف هذه النبتة الفريدة، وجه سمو ولي العهد بضرورة البحث عن موقع بديل لبناء الفندق، من أجل حماية هذه النبتة النادرة، وضمان الحفاظ على التوازن البيئي في المنطقة.

ولم يقتصر الأمر على تغيير موقع المشروع، بل قررت الجهات المختصة تحويل الوادي بأكمله إلى محمية طبيعية لحماية هذا الاكتشاف النباتي الفريد، حيث سُجلت هذه النبتة رسميًا تحت اسم “نيوم”.

 

 

نيوم: مشروع متكامل للحفاظ على البيئة

يعد هذا القرار جزءًا من الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة لحماية التنوع البيولوجي والنظام البيئي، خاصة في مشروع نيوم الذي تم تصميمه ليكون وجهة عالمية مستدامة تعتمد على الحلول البيئية المتقدمة.

ففي نيوم، يتم تنفيذ المشاريع وفق أعلى معايير الاستدامة البيئية، مع التركيز على استخدام الطاقة المتجددة، والحفاظ على الموارد الطبيعية، والتوسع في المناطق الخضراء.

 

حماية المحميات الطبيعية على حساب الاستثمارات

لم تكن هذه الواقعة هي الوحيدة التي تعكس التزام المملكة بحماية البيئة، فقد كشف وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف عن موقف آخر واجهته الحكومة أثناء تخصيص أحد المواقع لصالح مشروع استثماري ضخم في قطاع التعدين.

فقد تبين أن الموقع يحتوي على كميات ضخمة من أحد المعادن النادرة والمهمة، وكان من المفترض تخصيصه لأحد المستثمرين، إلا أن المشكلة كانت تكمن في أنه يقع ضمن نطاق إحدى المحميات الطبيعية.

وعندما تم عرض الأمر على سمو ولي العهد، ردّ بمزحة قائلاً:

“تركتم البلد كلها وما وجدتم إلا هذا الموقع؟”

كانت هذه الجملة البسيطة كافية لإيصال رسالة واضحة بأن البيئة تأتي أولًا قبل أي مشروع استثماري، حتى لو كانت العوائد الاقتصادية ضخمة.

وبناءً على هذا التوجيه، تم تعديل خريطة الاستثمار، وأصبح المستثمرون على دراية تامة بالمناطق المحمية التي لا يمكن المساس بها.

 

الاستدامة ركيزة أساسية لرؤية المملكة 2030

تعكس هذه القرارات التزام المملكة بتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة، وهو ما يتجسد في العديد من المبادرات التي أطلقتها المملكة مثل:

مبادرة السعودية الخضراء التي تهدف إلى زراعة 10 مليارات شجرة وتحقيق الحياد الصفري بحلول عام 2060.

مشاريع الطاقة المتجددة في نيوم، والتي تعتمد على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بدلًا من الوقود الأحفوري.

حماية المحميات الطبيعية وتعزيز السياحة البيئية المستدامة، لضمان الحفاظ على المناظر الطبيعية والحياة الفطرية في المملكة.

 

نيوم.. مستقبل مشرق يجمع بين التطور والاستدامة

تعد نيوم نموذجًا عالميًا في كيفية بناء مدن ذكية مستدامة، حيث تهدف إلى أن تكون أول مدينة في العالم تعمل بالكامل بالطاقة النظيفة،

مع مراعاة حماية البيئات الطبيعية، والمحافظة على التنوع الحيوي، وتعزيز مفهوم السياحة البيئية الراقية.

وما حدث مع نبتة نيوم النادرة ليس مجرد قصة عابرة، بل هو تأكيد على التزام المملكة بالمحافظة على بيئتها الفريدة، وترسيخ لمبدأ أن الاستدامة ليست خيارًا، بل هي أساس المستقبل.

 

اقرأ أيضًا: المملكة تحتفل بـ يوم العلم السعودي 2025: رمز الفخر والسيادة