بعد إطلاقه أنغولا لقاطرة الاسثمارات الخاصّة بتحويل ميناء لوبيتو إلى بوابة جنوب القارة الافريقية، سيحدث تغيّرات جذرية بجنوب القارة الأفريقية،
حيث من المتوقع أيضاً أن تتأهل مقاطعة بينغيلا الأنغولية لأن تتصدر في مجال التجارة والتنمية في جنوب القارة السمراء.
ويعتبرّ ميناء لوبيتو الأطلسي الذي يرتبط بسكّة حديد بنغيلا، شريان نقل رئيس يمتدّ طوله في عمق القارة إلى أكثرَ من ألف وثلاثمائة كيلومتر،
ويعدّ الوسيلة الأسرع لتصدير النحاس والكوبالت والخامات الأخرى من زامبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وغيرهما.
ومع تطوير خط السكك الحديدية، أصبح ميناء لوبيتو جاهزاً لإحداث نقلة نوعية في مجال النقل،
ومن أجل هذا تقوم أنغولاً بخصخصة الميناء بامتيازٍ لمدّة 20 عاماً،
وذلك لجذب استثمارات جديدة تعزز اقتصاد البلاد وترفده بمواردَ سخية.
ميناء لوبيتو بديل عن موائىء المحيط الهندى
ويرى لرئيس التنفيذي لشركة “إيغل ستون”، بيدرو نيتو ، أن ميناء لوبيتو يعدُّ فرصة سانحة لإنشاء شبكة نقل على ساحل المحيط الأطلسي،
لاستيراد وتصدير البضائع والمنتجات من زامبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، مؤكداً على أن الميناء هو فرصة سانحة لخلق بديل عن موانئ المحيط الهندي.
ويؤكد بيدرو نيتو ، وبصفته رئيسا لشركة استشارات اسثتمارية مصرفية، ويقيمُ في أنغولا منذ أكثرَ من 20 عاما،
أن لوبيتو أكثرُ بكثير من مجرد ممرٍ لنقل المعادن من المناجم.
ويقول نيتو: وكما أن ممر لوبيتو يستخدم لتصدير النحاس والمنغنيز من جمهورية الكونغو الديمقراطية وزامبيا،
فيمكننا أيضاً استخدامه لنقل البضائع إلى الداخل باستخدام ميناء لوبيتو وخطّ السكك الحديدية”،
مضيفاً: “لدينا هنا قطاع زراعي ضخم وهذا يمكن أن يكون نقطة هامة لصالح تطوير الميناء”.
بمشاركة الاجانب .. تحسين البنية التحتية للميناء
تعد خصخصة ميناء لوبيتو وخط سكةِ حديد بينغيلا ، جزءا من برنامج الحكومة الأنغولية لتنويع
اقتصاد البلاد عبر جذب المزيد من الاستثمارات الخاصة، وهو الأمر الذي تدعمه مجموعة البنك الدولي.
يقول جواو فرنانديز، منسق لجنة تقييم ميناء لوبيتو: “ترتبط الخطة الرئيسة لوزارة النقل ارتباطاً وثيقًا بميناء وممر لوبيتو،
كما أنه وبمشاركة الأجانب، يمكننا تحسين البنية التحتية ورفع الكفاءة أيضاً”.
ويشهد ميناء لواندا، الأكبر في أنغولا، حركة استثمارات أجنبية كثيفة،
في وقت مبكر من العام الجاري فازت شركة موانئ دبي العالمية في مناقصة تشغيل محطة حاويات بالميناء.
ويقول الرئيس التنفيذي لشركة موانئ دبي العالمية في لواندا، فرانسيسكو بينزون: “لقد تسلّمنا 30 شاحنة داخلية.
وسوف يصلنا خلال الأيام القادمة، أجهزة إعادة تجميع ومعالجة، ورافعة متحركة إضافية ستساعد في تحقيق المزيد من رفع الكفاءة لهذه المحطة”.
ويؤكد على أن “ميناء لوبيتو هو ميناء يملك بنية تحتية قوية، ولديه ما يمكّنه من أن يصبح بوابة للجزء الجنوبي من الكونغو والأمر ذاته بالنسبة لزامبيا”.
سكك الحديد .. الوسيلة الأرخص ثمناً ..الأقل ضرراً
كما أشار رئيس لجنة تقييم المناقصات العامة في الميناء، خيسوس نيلسون بيريرا مارتينز، إلى أن “سكك الحديد تعدّ الوسيلة الأرخص ثمناً للنقل والأقل ضرراً على البيئة”.
وكانت قد دفعت السلطات الأنغولية باتجاه تجهيز ميناء لوبيتو لاستيعاب الشحنات الضخمة التي تصل من المناجم،
ومن أجل هذه الغاية تمّ تشييد محطة جديدة للتحميل من القطارات إلى السفن.
ويؤكد مارتينز: “بعد دعم البنية التحتية للسكك الحديدية، كان لزاماً أن تكون ثمة محطة خاصة مخصصة فقط لتحميل المواد الخام”.
وحين يُذكر خط بنغيلا للسكك الحديدية، فالحديث يكون عن نقل بضائع وأشخاص على نطاق واسع وفي كلا الاتجاهين،
وبالتالي فإن ثمة مزيد من الأعمال الصناعية والتجارية إضافة إلى نقل الركّاب.
الجدير بالذكر أن “خط السكك الحديدية يعمل حالياً على نقل نحو ثلاثة وثلاثين بالمائة من الانتاج الزراعي في أنغولا،
كما يستخدمُ الخط الحديدي نحو ستة ملايين شخص، متمثلة فى سكّان المقاطعات الأربعة التي يمرّ عبرها القطار.
اقرأ ايضاً: اتفاقية أوبك بلس وتحقيق التوازن والاستقرار لأسواق النفط