لم يكن «بابا ويمبا» الكونغولى مجرد مغنٍ عادي، ولا حتى أحد أشهر الفنانين الأفارقة، بل كان حركة ثقافية كاملة.
انتقل بخطوات واثقة من موسيقى «الرومبا الكونغولية»، إلى الأغانى «الكوبية» على الجانب الآخر من الأطلنطى،
ومن الأزياء الخاصة التى كانت بمثابة صيحات شبابية، إلى أفكاره السياسية المتعلقة بالهجرة إلى أوروبا وتورطه فى قضاياها،
ودخوله السجن باتهامات حول الهجرة غير الشرعية، وظل يراوح بين كل هذا إلى أن غادر عالمنا فى 24 أبريل 2016،
والمؤلم أنه تُوفى على مسرح مهرجان «انومابو للموسيقى الحضرية» (فيموا) فى «أبيدجان» عاصمة «ساحل العاج».
تعلم الموسيقى فى الكنيسة
اسمه الحقيقى «شونغو ويمباديو بينى كيكومبا»، وولد فى «لوبيفو» بوسط «الكونغو» عام 1949، فى وقت كانت الكونغو تناضل من أجل استقلالها،
وحاربت النخبة المتعلمة الاستعمار وثقافته بقدر ما تعلمت من فنون الغرب وآدابه،
ومثلت موسيقى أمريكا اللاتينية والأغانى الكوبية روح الحياة الموسيقية لجيل من شباب الفنانين
يتطلع للتجول حول العالم عازفا ومغنيا بروح الشباب راوياً قصة الأجداد والاستعمار.
تعلم «بابا ويمبا» الغناء فى الكنيسة، وتركت الموسيقى الدينية أثرها فى أعماله والأغانى التى ألفها،
فقد رأى مبكرا أن هذا النوع من الموسيقى أحد المفاتيح الخاصة للغناء،
وبدأ مشواره الفنى بالانضمام إلى فرقة «زايكو لانجا لانجا» الموسيقية فى آواخر الستينيات،
تأسيس العديد من المجموعات الموسيقية
وكانت من أكثر الفرق الموسيقية نجاحا فى الكونغو آنذاك، وبعدها شارك فى تأسيس العديد من المجموعات الموسيقية،
مما أسهم فى تطوير نمطه الموسيقي، معتمدا على الموسيقى الكونغولية التقليدية،
وكانت «الرومبا» طريقه للمجد، وفى تلك الفترة أسس «ويمبا» علامة ومجموعة «فيفا موزيكا» التى عرضت أولى حفلاتها فى باريس بداية الثمانينيات،
وبدا واضحاً قدرته على دمج الأصوات الإلكترونية للموسيقى الغربية مع الأصوات التقليدية الأفريقية كالرومبا والسوكوس.
واتسعت شعبية هذا النمط الموسيقى الذى أبدع ويمبا فى تشكيله،
عابرا العديد من الحدود الثقافية والجغرافية ليجذب جمهورا واسعا داخل أفريقيا وخارجها،
كما سجل مع المغنى البريطانى «بيتر جابرييل» وانطلق فى جولته الغنائية حول العالم عام 1993 لافتاً الانتباه لموسيقاه الفريدة.
وبالرغم من النجاحات التى حققها لم تخل حياته من المتاعب،
ففى منتصف السبعينيات سجن فى «كينشاسا» لتورطه فى علاقة مع ابنة أحد جنرالات الجيش،
وعقَّدت تلك الحادثة علاقته بمجموعة «يوكا لوكولى» الموسيقية بعد نجاح لم يدم أكثر من عام،
وبعد خروجه من السجن عام 1977 أسس فرقته «فيفيا ميوزكا».
وفى بداية الألفية الجديدة اعتقلته الشرطة الفرنسية لاتهامه بتهريب مهاجرين غير شرعيين من الكونغو إلى أوروبا،
وتم سجنه لعدة أشهر، وكانت تجربة روحية ملهمة له.
وفاة بابا ويمبا في أبيدجان
وبعد وفاة بابا ويمبا في أبيدجان عام 2016، قررت الحكومة الكونغولية شراء منزله،
وهو فيلا فخمة تقع في مرتفعات حي ماكامبانييه الأنيق في غرب كينشاسا، وتكريسه كمتحف وطني لهذا اللون الفني المحلي.
و بدأ الجمهور، زيارة متحف فن الرومبا الكونغولية في مقر الإقامة الفاخر للمغني الراحل بابا ويمبا بالعاصمة كينشاسا.
التحدث عن الرومبا الكونغولية بالكلمات والصور والموسيقى
وكما أشار موقع تايمز السعودية ، أن وزيرة الثقافة كاترين كاثونجو قالت،
هنا سيتم التحدث عن الرومبا الكونغولية بالكلمات والصور ومقاطع الفيديو والموسيقى والنحت والرقص والنصوص الشعرية والبحوث والمحفوظات.
وتابعت الوزيرة: “في هذا المنزل الفخم، سننظم أيضاً معارض ومؤتمرات ومزادات ومؤلفات وغيرها”،
مشيرة إلى أن “أكبر استوديو صوتي لتسجيل الموسيقى” سيتم بناؤه هنا.
وخلال الافتتاح، أعرب أسالفو، قائد فرقة “ماجيك سيستم”، عن أمله في أن تمثل كل الفئات الفنية في هذا المتحف لأن “بابا ويمبا كان فناناً شاملاً”.
اقرأ أيضاً: أنجلينا جولي تقاضي إف بي آي تحت اسم خفي لتدين براد بيت