محظورات الاحرام هي الأمور التي يمنع منها كلا الجنسين أو أحدهما بسبب الاحرام،
والحكمة في حظر ومنتع بعض المباحات حال الاحرام تكمن في عدة أمور، منها:
- أن يتذكر المحرم العبادة والنسك التي يقوم بها، فيتذلل إلى الله تعالى ويتقرب إليه.
- توافقًا مع نهس الرسول – عليه السلام – تربية النفس على المغايرة في العيش بين التقشف والترف.
- لا فرق بين غني وفقير، وعربي وأعجمي، إرساءً لمبدأ المساواة بين الناس.
- تعزيز مبدأ مراقبة النفس.
محظورات الاحرام للنساء
تتعدد محظورات الاحرام للنساء، ومنها ما يشترك فيه الرجل، ومنها خاص بالمرأة، وهي:
لبس النقاب والقفازين
من بين المحظورات المذكورة الخاصة بالنساء هي لبس النقاب والقفازين، فقد حرم على المرأة أن تنتقب وتلبس قفازين،
وذلك لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ولَا تَنْتَقِبِ المَرْأَةُ المُحْرِمَةُ، ولَا تَلْبَسِ القُفَّازَيْنِ).
ويستحب لها ستر وجهها عن الرجال الأجانب بغطاء أو ساتر على أن تضعه من فوق رأسها دون ربط أو غرز، ولا يضرها في حال مس الغطاء وجهها وهذا عند المالكية والحنابلة،
وقد دل على ذلك ما ثبت عن فاطمة بنت المنذر قالت: (كنا نُخمِّرُ وجوهَنا ونحن مُحرماتٌ ونحن مع أسماءَ بنتِ أبِي بكرٍ الصدِّيقِ).
الفسق والجدال
الفسق هو خروج المسلم عن طاعة الله -تعالى- وعصيانه، وهو محرم وأشد ما يكون حرمة في حال الإحرام،
أمّا الجدال فهو المخاصمة؛ بأن يجادل المسلم صاحبه حتى يغضبه، حيث قال الله -تعالى-: (وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ)،
ويجدر بالذكر أنّ ما يحتاج إليه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من جدال ونقاش لا يدخل ضمن الجدال المحظور.
حلق شعر الرأس
من محظورات الاحرام أيضًا حلق الشعر أو نتفه أو قصه، ويقاس على شعر الرأس باقي شعر البدن، حيث لا يجوز للمرأة إزالة شيء منه إلا لعذر من مرض ونحوه،
وحينئذ يلزمها الفدية، وكذلك يحرم إزالة الأظافر، وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ).
الطيب
لا يجوز للمحرم التطيب في بدنه أو ملابسه، لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (اغْسِلُوهُ بمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ في ثَوْبَيْهِ، وَلَا تَمَسُّوهُ بطِيبٍ، وَلَا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ، فإنَّه يُبْعَثُ يَومَ القِيَامَةِ مُلَبِّيا).
النكاح
يحرم على المحرم إتمام عقد النكاح، وإذا تم ذلك فإن عقد النكاح يعد باطلاً، وقد دل على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ المُحْرِمَ لا يَنْكِحُ، وَلَا يُنْكَحُ).
الصيد
ويحرم على المحرم أيضصا الصيد البري، أو إعانة الغير على مسكه، أو الإشارة إليه، ودل على ذلك قول الله تعالى:
(وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا).
أمّا صيد البحر فلا حرج في ذلك، لقول الله -تعالى-: (أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ).
الجماع ودواعيه
يحرم على المحرم الجماع ودواعيه من تقبيلٍ ولمسٍ بشهوة سواء كان ذلك في الليل أو النهار، فإن تم الجماع قبل التحلل الأول فسد حجه، لقول الله -تعالى-:
(الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ)، والرفث هو الجماع، أمّا من أقدم على دواعي الجماع فقد ارتكب إثماً وعليه الذبح.
قطع شجر الحرم وحشيشه
يحرم على المحرم وغيره قطع شجر الحرم وحشيشه باستثناء الإذخر، وهو نبات طيّب الرائحة، وذلك لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يوم فتح مكة:
(فَهو حَرَامٌ بحُرْمَةِ اللَّهِ إلى يَومِ القِيَامَةِ، لا يُعْضَدُ شَوْكُهُ، ولَا يُنَفَّرُ صَيْدُهُ، ولَا يَلْتَقِطُ لُقَطَتَهُ إلَّا مَن عَرَّفَهَا، ولَا يُخْتَلَى خَلَاهَا. قالَ العَبَّاسُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إلَّا الإذْخِرَ؛ فإنَّه لِقَيْنِهِمْ ولِبُيُوتِهِمْ، قالَ: قالَ: إلَّا الإذْخِرَ).
اقرأ أيضًا: محظورات الاحرام .. سؤال وجواب