كان الرسول قد حدد المواقيت المكانية للاحرام في الحج والعمرة للقادمين من 5 جهات، سواء لأهل المدينة أو الشام أو نجد القادمين من الشرق أو أهل اليمن القادمين من الجنوب وأهل العراق.
والمواقيت هي حدود الإحرام لأهل الجهات الأربعة أو من أتى عليهن، لمن أراد منهم الحج أو العمرة.
معنى الميقات
يعد الميقات هو الوقت المضروب للشيء، والوعد الذي جعل له وقتًا.
قال الله تعالى: ﴿إِنّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا﴾. ويطلق الميقات كذلك على المكان الذي يجعل للشيء وقتاً، مثل ميقات الحج. والمواقيت نوعان: زمانية ومكانية، طبقًا لـ موقع وزارة الحج والعمرة السعودي.
لماذا يوجد ميقات خاص للأحرام؟
من تعظيم الله تعالى لبيته الحرام وشعائر الحج والعمرة، ولأنه -سبحانه وتعالى- جعل مكة المكرمة حصناً، والحرم حِمَى،
فقد وقّت على لسان نبيه -صلى الله عليه وسلم- أماكن معلومة قبل الوصول إلى مكة.
ولا يجوز لمن أراد الحج أو العمرة أن يتجاوزها إلا بالإحرام تعظيماً لله تعالى ولبيته الحرام.
من تلك المواقيت تبدأ التلبية قبل الوصول إلى جَنَبات الحرم، قال -صلى الله عليه وسلم- بعد أن حددها: (هُن لهُنّ ولمنْ أتى عليهنَّ منْ غير أهلهن مِمّنْ أراد الحج والعمرة).
معنى الأحرام من الميقات
وتختلف هذه المواقع في بعدها وقربها من مكة حسب جهة القدوم، ويجب على الحاج والمعتمر الذي يسكن بعد تلك المواقيت أن يحرِم منها أو مما يحاذيها ويوازيها من طريقه، سواء كانت المحاذاة من الطائرة أو من طريق البر.
مواقيت الأحرام حسب مكان الإقامة
تتباين مواقيت الحجاج والمعتمرين باختلاف مكان الإقامة الذي يقدمون منه، وباختلاف النسك الذي يقصدونه، على النحو التالي:
- من كان في مكة: يحرِم للعمرة من أقرب مكان خارج الحرم؛ مثل مسجد أم المؤمنين عائشة في التنعيم. ويحرِم للحج من مكانه.
- من كان مكانه بين مكة والميقات: يحرِم من مكانه للحج والعمرة، مثل أهل جدة.
- من كان مكانه بعد الميقات: يلزمه الإحرام من المواقيت الخمسة أو ما ئحاذيها للحج والعمرة، سواء كان بالطائرة أو من طريق البر، ولا يتجاوزها دون إحرام.
الميقات الزماني للعمرة
هناك مواقيت زمانية محددة للحج، لقوله تعالى: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ معْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنّ الْحَجّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجّ﴾،
وهي ثلاثة: شهر شوال، وذو القعدة، والعشر الأولى من ذي الحجة، أما العمرة فليس لها زمن معين، ويصحّ أداؤها على مدار العام.
الميقات المكاني للعمرة
هناك مواقيت مكانية لأهل البلاد الإسلامية، حددها رسوله -صلى الله عليه وسلم، ويجب على كل حاج أن يحرم من الميقات الذي يمر به في طريقه.
وعند وصوله إلى ميقات بلده يجب عليه التوقف كي يحرِم، إذ يحرم عليه تجاوز الميقات دون إحرام.
فإن تجاوزه وجب الرجوع إليه، وإن أحرم بعده فعليه الفدية. عن ابن عبّاس -رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم
(وَقَّتَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ: ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ الشّامِ: الْجُحْفَةَ، وَلِأَهْلِ نَجْدٍ: قَرْنَ الْمَنَازِلِ، وَلِأَهْلِ الْيَمَنِ: يَلَمْلَمَ، وقال: هُنَّ لَهُنَّ وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِهِنَّ مِمَّنْ أَرَادَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ).
- ذو الحليفة: ميقات أهل المدينة ومن في طريقهم، وهو يبعد (420) كلم عن مكة، ويسمى كذلك أبيار على.
- الجحفة: ميقات أهل الشام ومن في طريقهم، وهو يبعد 187 كلم عن مكة، ويحرِم الناس اليوم من رابغ التي تبعد عن مكة (204) كلم.
- قرن المنازل: ميقات أهل نجد ومن في طريقهم، وهو يبعد 94 كلم عن مكة، ويسمى كذلك السيل الكبير.
- يلملم: ميقات أهل اليمن ومن في طريقهم، وهو يبعد (115) كلم عن مكة، ويسمى كذلك السعدية.
- ذات عرق: ميقات أهل العراق ومن في طريقهم، وهو يبعد 92 كلم عن مكة.
اقرأ أيضًا: فوائد واستخدامات شجرة النخيل