كيف يؤثر الحمل على دماغ المرأة؟

كيف يؤثر الحمل على دماغ المرأة؟

تشير دراسة حديثة إلى أنه من الممكن أن تحدث تغيرات في بنية ووظيفة دماغ المرأة أثناء الحمل، وقد تعمل هذه التغيرات على إعداد المرأة لوصول طفلها.

فالحمل عملية بيولوجية تسبب تغيرات غير مسبوقة في الغدد الصماء في جسم المرأة، ومع ذلك، ظل تأثير الحمل على الدماغ البشري مجالًا غير مستكشف لفترة طويلة.

وكشفت دراسة نشرت في مجلة Nature Communications أن بنية دماغ المرأة تتغير نتيجة إفراز الهرمونات أثناء الحمل.

وتحديدًا، يصل إفراز هرمون الاستراديول (هرمون الجنس الأنثوي) إلى ذروته في الثلث الثالث من الحمل.

فيما تؤدي هذه التغييرات إلى استعداد المرأة لبعض السلوكيات الأمومية، مثل الترابط مع الطفل أو تجهيز المنزل لوصول المولود الجديد.

وقد تابعت الدراسة 40 امرأة قبل الولادة وأثناءها وبعدها لمراقبة التغيرات في أدمغتهن باستخدام اختبارات التصوير، مثل الرنين المغناطيسي والمسح الضوئي.

وتم التحقيق في التغيرات في بنية ومكونات الدماغ، وكذلك في تنظيم الخلايا العصبية، لدى النساء الحوامل.

حيث كانت النتائج التي تم التوصل إليها زيادة في نشاط شبكة الوضع الافتراضي وانخفاض في المادة الرمادية، مع عدم وجود تغييرات كبيرة في المادة البيضاء، وقد حدث كل هذا نتيجة للتغيرات الهرمونية.

 

كيف يؤثر الحمل على دماغ المرأة؟
كيف يؤثر الحمل على دماغ المرأة؟

 

فقد تلعب المادة الرمادية دورًا مهمًا في التحكم في العضلات وتنفيذ المهام مثل الرؤية والاستماع ومعالجة الذكريات والعواطف واتخاذ القرارات.

كما يحتوي المخ أيضًا على المادة البيضاء، التي تشارك في الوظائف الحركية والحسية.

والمادة الرمادية هي نواة الخلية العصبية، بينما تتكون المادة البيضاء من الطرق السريعة التي تحمل المعلومات.

بينما شبكة الوضع الافتراضي (DMN) عبارة عن مجموعة من المناطق المترابطة المسؤولة عن قدر كبير من نشاط المخ أثناء راحة العقل.

وفي عام 2016، نشرت الدكتورة إلسيلين هوكزيما، عالمة الأعصاب بجامعة لايدن في هولندا، دراسة في مجلة Nature Neuroscience أظهرت بعض التغييرات في بنية الدماغ لدى النساء الحوامل.

ووجدت الدراسة أن المادة الرمادية في أدمغة النساء اللاتي ولدن مؤخرًا بدت وكأنها تتقلص في مناطق معينة، مع استمرار هذه التغييرات لمدة تصل إلى عامين بعد الولادة.

وفي هذه الدراسة، تبين أن المادة البيضاء لم تتغير على الإطلاق أثناء الحمل أو الأمومة اللاحقة؛ ومع ذلك، انخفض حجم المادة الرمادية.

وهذا لا يعني فقدان الوظائف أو الذاكرة، بل اختيار أفضل الروابط العصبية، كما يحدث أيضًا في مرحلة المراهقة.

وتقول الدكتورة هوكزيما: “إنها عملية تزيل روابط معينة بين خلايا المخ لتشجيع الروابط الجديدة، وهذا يمكن أن يساعد الناس على التركيز على سلوكيات أو أنشطة محددة، مثل رعاية الطفل”.

بينما خلصت دراسة أخرى نشرت عام 2021 في مجلة Brain Sciences إلى أن الانخفاض في حجم المادة الرمادية في الدماغ الذي يحدث أثناء الحمل يستمر لمدة تصل إلى 6 سنوات بعد الولادة.

كما لوحظ أن التغيرات في الدماغ كانت مرتبطة بعلاقة الأم بالطفل، بعد ملامسة الطفل بعد الولادة.

وتفتح هذه النتائج إمكانية أن تكون التغيرات في الدماغ لدى النساء دائمة؛ وبالتالي، فإن الهدف هو تشجيع دراسات التصوير العصبي على تضمين المعلومات المتعلقة بالحمل، ليتم أخذها في الاعتبار كمتغير آخر مثير للاهتمام.

 

اقرأ أيضًا: تدشين برنامجًا طبيًا تطوعيًا في مستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن

المصدر: clinicbarcelona