كسلاح دعوات لترشيد استهلاك الطاقة الروسية

كسلاح دعوات لترشيد استهلاك الطاقة الروسية

دعوات حكومات أوروبية لمواطنيها، تدعو فيها  إلى ترشيد الاستهلاك للحد من استيراد الطاقة الروسية،

إلا أنها تبدو خطوة غير كافية على المدى المتوسط، حسب خبراء.

كسلاح دعوات لترشيد استهلاك الطاقة الروسية
كسلاح دعوات لترشيد استهلاك الطاقة الروسية

 

لا يمكن لألمانيا الاستغناء عن الطاقة الروسية

فقد توجه وزير الاقتصاد، روبرت هابيك، في ألمانيا لمواطني بلاده بالبدء في ترشيد الاستهلاك؛ ليصبحوا أكثر استقلالية عن الوقود الأحفوري الروسي.

وقال هابيك: “كل كيلومتر لا يُقَاد هو مساهمة في تسهيل الابتعاد عن إمدادات الطاقة الروسية..

نحن نحمي المناخ أيضًا”، معتبرًا أن خفض 10% من استهلاك الطاقة الفردي أمر ممكن،

وأصحاب العمل يمكن أن يسهموا في ذلك بمنح العاملين خيار العمل من المنزل.

ومع ذلك، قد أوضح الخبير المقيم في برلين، زاهي علاوي، أنه على المدى القريب والمتوسط لا يمكن لألمانيا الاستغناء عن الطاقة الروسية،

لأنها تعتمد على الغاز الروسي بنسبة كبيرة، ولا توجد بدائل تغطي الحاجة؛ فهي تُستخدم في الصناعة وتدفئة المنازل،

وحتى لو متاح استيراد الغاز من قطر وأميركا، إلا أن نقل هذه الكميات يحتاج إلى بنية تحتية غير متوفرة في ألمانيا الآن.

 

خطة الحكومة الإسبانية

وأعلنت الحكومة الإسبانية، في مدريد، موافقتها على خطة تشمل ضوابط درجة الحرارة في المكاتب العامة،

وتركيب الألواح الشمسية على أسطح المباني العامة،

وتشجيع الموظفين على العمل من المنازل.

كما ستشجع خطة ترشيد الاستهلاك العاملين في القطاع العام على استخدام وسائل النقل العام والدراجات،

وستطفئ الأنوار في وقت مبكر في المباني العامة.

ووفق وزيرة الميزانية، ماريا جيسوس مونتيرو، فإنه “على الرغم من أن إسبانيا من دول الاتحاد الأوروبي الأقل تعرضًا للطاقة الروسية،

فمن الواضح أننا لسنا محصنين ضد ارتفاع أسعار الطاقة”.

 

في أثينا خطة شاملة لتوفير الطاقة

وفي أثينا، صرح رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، بأن الحكومة ستعلن خطة شاملة لتوفير الطاقة،

وأضاف: “في قمة الاتحاد الأوروبي الاستثنائية المقبلة في بروكسل،

سأكرر مدى أهمية إنهاء اعتمادنا على الوقود الروسي”.

وسبق أن أعلنت روما أنه سيتم ضبط أنظمة تكييف الهواء على درجة حرارة لا تقل عن 25-27 درجة مئوية خلال الأشهر الأكثر دفئًا في العام،

وفقًا لتعديل مرسوم حكومي بشأن استخدام الطاقة، وأما في الشتاء،

فلن يتم تسخين الغرف لأكثر من 19-21 درجة مئوية.

كسلاح دعوات لترشيد استهلاك الطاقة الروسية
كسلاح دعوات لترشيد استهلاك الطاقة الروسية

 

منح أوروبا الوقت للتعامل مع الأزمات

وقد اكد، الخبير الاقتصادي المقيم في لندن، أحمد القاروط، على إن الهدف من دعوات الترشيد

هو منح أوروبا الوقت للتعامل مع الأزمات التي ستحدث أثناء تقليل الاعتماد على الطاقة الروسية.

غير أنه يلفت إلى أن هذه الخطة ستقلل كميات استهلاك الطاقة، لكن الأمر لن يحل الأزمة بشكل جذري،

فمصادر الطاقة الروسية تصل إلى الدول الأوروبية بتكلفة أقل من استيرادها من أي مكان،

وارتفاع تكاليف الإنتاج يقلل الميزة التنافسية للدول الأوروبية.

ويتوقع القاروط أنه بنهاية العام ستتمكن بعض الدول الأوروبية من وقف استيراد النفط الروسي،

لكن لا يمكن لكثير من الدول أن تقدم على هذه الخطوة في ظل استمرار الحاجة لمصادر الطاقة الروسية.

اقرأ أيضاً: خطوات تأسيس كيان تجاري ناجح