السعودي طلال الرشيدي، لم يفارق مقعده وطاولته التي يستقبل بها الراغبين في كتابة معروض يوجهونه نحو مسؤول أو جهة حكومية.
وذلك منذ عام 2002م، أي منذ عشرين عاماً، ورغم عبور الزمان،
إلا أن الرشيدي لا يزال متشبثاً بالآلة الكاتبة وأحبارها وأوراقها.
ويتمسك كاتب المعاريض بهذه المهنة العريقة مع ضعف إراداتها لإعالة أسرته،
في ظل تمتعه بمعرفة حول الكتابة بهذا المجال وعلى الآلة الكاتبة تحديداً حيث إن افتقاره لتعلم التقنيات الحديثة جعله يواصل العمل برفقة آلته الكاتبة.
تدوين هموم المراجعين
في السابعة صباحا،ً وكل يوم من الأسبوع، ينهض الرشيدي ويتوجّه إلى مجمع حكومي في مدينة حائل، ويحمل معه آلة “كوفاك” اليابانية الشهيرة مره،
ومره أخري يحمل آلة ألمانية “ADLER” العريقة،
ليدوّن على الأوراق هموم المراجعين ثم يعود بهمومه إلى منزله في الثانية ظهراً.
كما يستفتح الرشيدي كل عام بالذهاب إلى الرياض حتى يقتني بعشرة ريالات حبراً يواصل به عمله.
بدايات طلال الرشيدي
ولم تكن بداياته في عام 2002م، شبيهة بما يحدث الآن في عصر التكنولوجيا .
وقد استذكر الرشيدي البدايات حين كان سوق كتّاب المعاريض نشطاً وحيوياً،
فاستهل حينها مهنته بالكتابة بخط اليد، وبعد ست سنوات استطاع شراء آلة كاتبة.
ويقول الرشيدي، إن الهواتف والأنظمة الحديثة جعلت هذا العمل صعبا وشاقا.
وبينما كان يكتب سابقاً ما يقارب الـ16 معروضا في اليوم،
بالكاد يكتب ستة معارض في الوقت الحالي. وتتراوح أسعار هذه المعاريض من 15 حتى 40 ريالاً.
خبيراً في تذليل مشاكل الناس
وتتوجه معاريض المراجعين إلى المسؤولين باختلاف مناصبهم.
وفي هذا السياق، يؤكد الرشيدي أن كتابة المعروض تختلف حينما يكون المعني أميراً أو وزيراً
أو جهة حكومية كالجوازات والأحوال المدنية والوزارات،
حيث قد يضيف الرشيدي على الصياغة أسلوباً يتناسب مع مستقبلها.
وقد أصبح خبيراً في تذليل مشاكل الناس،
بحكم معرفته العريضة بسير الإجراءات وطرق تنميق الخطابات حيث اعتاد مقابلة الناس على مدار عقدين والاستماع إلى شكاواهم.