قطر تحظر لعبة “روبلوكس” الشهيرة وسط جدل عالمي حول محتواها وتأثيرها على الأطفال

قطر تحظر لعبة روبلوكس الشهيرة وسط جدل عالمي حول محتواها وتأثيرها على الأطفال

في خطوة أثارت اهتمامًا واسعًا في الأوساط الرقمية، أعلنت دولة قطر رسميًا حظر لعبة الفيديو التفاعلية الشهيرة “روبلوكس”، لتنضم بذلك إلى سلطنة عمان التي اتخذت القرار نفسه مؤخرًا. ويأتي هذا الحظر ضمن جهود متزايدة لحماية النشء من المحتوى الرقمي الذي قد يُعد مضرًّا أو غير ملائم.

 

نبذة عن اللعبة وتاريخها

أُطلقت “روبلوكس” لأول مرة عام 2006 من قِبل شركة Roblox Corporation الأمريكية، ونمت على مدار السنوات لتصبح واحدة من أكثر منصات الألعاب التفاعلية شعبية في العالم، حيث تضم اليوم أكثر من 70 مليون مستخدم نشط يوميًا.

ما يميز “روبلوكس” هو أنها ليست مجرد لعبة تقليدية، بل منصة مفتوحة تتيح للمستخدمين إنشاء ألعابهم الخاصة باستخدام محرك تطوير متكامل، ومشاركتها مع الآخرين في بيئة ثلاثية الأبعاد تفاعلية.

وقد استقطبت اللعبة جمهورًا واسعًا من الأطفال والمراهقين حول العالم، بفضل طبيعتها الإبداعية وإمكانية التواصل الاجتماعي داخلها، حيث يمكن للاعبين التفاعل، تبادل الرسائل، وإقامة فعاليات افتراضية، وحتى شراء وبيع عناصر رقمية باستخدام العملة الافتراضية الخاصة بها المعروفة باسم “Robux”.

 

أسباب الحظر في قطر

أوضحت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات القطرية أن الحظر جاء بعد مراجعة شاملة للمخاطر المرتبطة باللعبة، والتي شملت وجود محتوى أنشأه المستخدمون قد يتضمن عناصر لا تتناسب مع القيم المحلية أو معايير حماية الأطفال.

وأضافت أن بعض البيئات الافتراضية داخل اللعبة تتيح تفاعلات غير خاضعة للرقابة الكاملة، ما قد يشكل مخاطر على الخصوصية وسلوكيات اللاعبين الصغار.

 

الجدل العالمي حول “روبلوكس”

ليست هذه المرة الأولى التي تواجه فيها “روبلوكس” انتقادات، فقد سبق أن أثيرت المخاوف في عدة دول بشأن مدى أمان محتواها، خاصة وأن المنصة تعتمد بشكل كبير على ما ينشئه اللاعبون أنفسهم، ما يجعل من الصعب ضمان فلترة كل ما يُعرض فيها.

وعلى الرغم من أن الشركة المطورة أضافت أدوات رقابة أبوية وأنظمة للإبلاغ عن المحتوى المخالف، إلا أن الجدل لا يزال قائمًا حول كفاية هذه الإجراءات.

 

ردود الفعل

أثار الحظر موجة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي في قطر وخارجها، بين مؤيد يرى في القرار خطوة لحماية الأجيال الناشئة، ومعارض يعتبره تقييدًا لحرية الترفيه الرقمي.

وبين هذا وذاك، تبقى قضية الموازنة بين حرية الإبداع الرقمي وواجب حماية الأطفال إحدى أبرز التحديات التي تواجه عالم الألعاب الإلكترونية اليوم.