عماد عبدالقادر بن عبدالمحسن المهيدب – رجل أعمال سعودي – من أبرز الأسماء الذين ساهموا في بناء وتطوير العديد من القطاعات الاستثمارية، خاصةً في مجال التجارة والعقارات والتجزئة والتعليم.
وهو ينتمي إلى عائلة المهيدب – إحدى أعرق العائلات التجارية في المملكة – لكنه استطاع أن يصنع لنفسه هوير متميزة عبر رؤيته الريادية.
نشأته
ولد عماد المهيدب في مدينة الرياض، وسط بيئة تجارية محفّزة، حيث كانت عائلته من أوائل الأسر التي دخلت عالم التجارة في المملكة منذ منتصف القرن العشرين.
فمنذ صغره، نشأ عماد في أجواء يغلب عليها العمل والانضباط، وبدأ في تكوين علاقة خاصة مع مفاهيم السوق والاستثمار من خلال مرافقة والده وأفراد عائلته في الاجتماعات والمشاريع.
وقد أثرت هذه النشأة المبكرة في تكوين شخصيته القيادية وساهمت في تعميق فهمه لأساسيات التجارة وإدارة الأعمال.
دراسته ومسيرته الأكاديمية
آمن عماد المهيدب بأهمية التعليم كوسيلة للنجاح والتميز، ولذلك حرص على تلقي تعليمه الأكاديمي في مؤسسات مرموقة.
فقد حصل على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال، كما تابع برامج تدريبية ودورات متقدمة في الإدارة والقيادة المالية والاستثمارية في عدد من الجامعات العالمية، من بينها جامعات أمريكية وبريطانية مرموقة.
وقد ساعدته هذه الخلفية العلمية على تطوير أدواته الإدارية والتفكير برؤية استراتيجية شاملة.
وفي عام 1979، حصل عماد المهيدب على دكتوراة فخرية من “جامعة العلوم الإنسانية والتكنولوجية” في البرتغال، بالإضافة إلى بكالوريوس في التجارة من جامعة الملك سعود.

سيرته الذاتية
يُعد عماد بن عبد القادر المهيدب اليوم من أعمدة الاقتصاد السعودي العصري، حيث يشغل عدة مناصب إدارية رفيعة،
كما يترأس مجموعة “المهيدب القابضة”، وهي واحدة من أكبر التكتلات الاستثمارية في المملكة والمنطقة. تشمل نشاطاته العديد من القطاعات الحيوية مثل:
العقارات: من خلال تطوير المشاريع السكنية والتجارية الكبرى.
الأسواق المركزية والتجزئة: عبر سلسلة مراكز “التميمي” و”العثيم” التي لها شراكات استراتيجية مع مجموعته.
الصناعة: من خلال شركات تعمل في مجال الأغذية والبناء ومواد التشطيب.
الاستثمار في التعليم: حيث أسهم في تأسيس ودعم مدارس وجامعات ومؤسسات تعليمية متقدمة.
كما أنه عضو مجلس إدارة في عدد من الشركات الكبرى داخل المملكة وخارجها، ويُعرف بدوره في تبني المشاريع الريادية الناشئة ودعم الشباب الطموح.
إنجازاته
لقد استطاع عماد بن عبد القادر المهيدب أن يرسّخ اسمه كأحد أبرز رواد الأعمال في المملكة من خلال سلسلة من الإنجازات النوعية التي شملت مجالات متعددة وتركزت على تحقيق أثر اقتصادي وتنموي ملموس.
فمنذ أن تسلم دفة القيادة في مجموعة المهيدب، قاد الشركة نحو مرحلة جديدة من النمو، حيث وسع نطاق استثماراتها لتشمل مشاريع استراتيجية في العقارات والتطوير الحضري،
وأسهم بشكل مباشر في إطلاق مجمعات سكنية ومراكز تجارية ضخمة في مدن مثل الرياض وجدة والخبر، مما أسهم في تلبية الطلب المتزايد على السكن العصري والخدمات المتكاملة.
كما لعب دورًا فاعلًا في تطوير قطاع التجزئة من خلال دعم وإدارة عدد من الشراكات الاستراتيجية مع كبرى سلاسل البيع بالتجزئة،
وكان له دور محوري في إدخال مفاهيم حديثة إلى السوق السعودي، مثل مراكز التسوق متعددة الاستخدامات والخدمات الذكية ضمن المجمعات التجارية.
ولم تتوقف رؤيته عند حدود الاستثمار التقليدي، بل توجه نحو دعم قطاع التعليم بشكل خاص، حيث كان من أوائل رجال الأعمال الذين آمنوا بأهمية التعليم النوعي كأداة للتنمية المستدامة،
فأسس مجموعة من المدارس النموذجية والمراكز التعليمية المتطورة التي ساعدت في تأهيل أجيال جديدة من الكفاءات الوطنية.
كما تبنّى عددًا من المبادرات المجتمعية التي تركز على تمكين الشباب ودعم رواد الأعمال الناشئين، من خلال برامج حاضنات أعمال وتمويل مشاريع صغيرة، مما أوجد بيئة محفزة للابتكار والنمو.
إسهاماته في قطاعات الصناعة والتطوير العقاري والخدمات المجتمعية
يُعد عماد المهيدب أحد أبرز رجال الأعمال في المملكة العربية السعودية، حيث استطاع أن يترك بصمة واضحة في العديد من القطاعات الحيوية من خلال مساهماته القيادية والتنفيذية في مؤسسات رائدة.
فقد كان له دور فعّال في الشركة المتحدة للأعلاف، التي تُعد من الشركات المهمة في تأمين الغذاء الحيواني، حيث ساهم في تطوير استراتيجيات الإنتاج والتوزيع بما يضمن تلبية احتياجات السوق المحلي بأعلى معايير الجودة.
كما ساهم في نمو شركة مصدر لمواد البناء، وهي شركة متخصصة في توفير مواد البناء المتنوعة للسوق السعودي، وقد ساعدت جهوده في توسيع نطاق الشركة وتعزيز مكانتها التنافسية داخل المملكة وخارجها.
أما في شركة إسمنت البادية، التي تعمل في قطاع إنتاج الأسمنت عالي الجودة، فقد لعب دورًا محوريًا في ترسيخ حضورها في السوق الإقليمي، ورفع كفاءتها التشغيلية والإنتاجية عبر إدخال تقنيات حديثة.
وبعيدًا عن القطاع الصناعي، أظهر المهيدب التزامًا ملحوظًا بالمسؤولية الاجتماعية من خلال شركة المهيدب لخدمة المجتمع، التي كان من أبرز من قادوا مبادراتها المجتمعية والتعليمية والتنموية، خاصة في دعم الأطفال الأيتام والمبادرات التعليمية والصحية، مما رسّخ صورة المؤسسة كرافدٍ تنموي للمجتمع السعودي.
إضافة إلى ذلك، يشغل المهيدب عضوية مجلس إدارة عدد من الشركات الكبرى، من أبرزها شركة ثبات للإنشاءات التي تنشط في تنفيذ مشاريع البنية التحتية والمقاولات العامة،
حيث ساهم بتوجيهاته في توسيع نطاق المشاريع المنفذة وفق معايير الاستدامة والجودة.
كما يلعب دورًا مهمًا في شركة ميار للأغذية، التي تُعد من اللاعبين الأساسيين في قطاع تصنيع وتوزيع المنتجات الغذائية، حيث كانت لرؤيته الإدارية أثر في تطوير خطوط الإنتاج وتوسيع قاعدة العملاء محليًا وإقليميًا.
وفي قطاع التطوير العمراني، يُعد المهيدب أحد أعضاء مجلس إدارة شركة الأولى للتطوير العقاري، التي تسهم في تطوير مشاريع سكنية وتجارية نوعية تُعزز من جودة الحياة في المدن السعودية.
كما يشارك في إدارة شركة الشرق الأوسط لصناعة وإنتاج الورق (مبكو)، وهي من أبرز الشركات الصناعية في المنطقة،
حيث تركز على إنتاج الورق المعاد تدويره والورق الصناعي، وقد دعمت مشاركته في وضع سياسات توسعية مستدامة تواكب التوجهات البيئية الحديثة.
الشركات التي كان له دورًا قياديًا فيها
أما على مستوى القيادة، فيشغل عماد المهيدب منصب رئيس مجلس إدارة شركة تبريد السعودية، التي تلعب دورًا استراتيجيًا في تقديم خدمات التبريد المركزي للمدن والمنشآت الكبرى،
وقد قاد جهود الشركة نحو تبني تقنيات حديثة تُخفض استهلاك الطاقة وتقلل الأثر البيئي.
كما يرأس شركة تشغيل وتطوير المدن الصناعية، حيث يعمل على تسريع وتيرة التنمية الصناعية من خلال تطوير البنية التحتية والخدمات الداعمة في المدن الصناعية بالمملكة.
وفي قطاع الأغذية والتجزئة، يترأس المهيدب مجموعة صافولا، إحدى أضخم المجموعات الاستثمارية في المنطقة، حيث ساهم في دعم استثمارات المجموعة في الصناعات الغذائية وتجارة التجزئة وتعزيز حضورها في عدة دول عربية.
كما يشغل منصب رئيس مجلس إدارة شركة الشامية للتطوير العمراني التي تُعنى بمشاريع التطوير العقاري الحضري في المملكة،
بالإضافة إلى شركة التوفيق للصناعات البلاستيكية والأكياس، حيث يقود مساعي التطوير الصناعي في مجال التغليف والحلول البلاستيكية، مع الالتزام بمعايير الجودة والاستدامة.
وبفضل هذه المسيرة المتنوعة والثرية، استطاع عماد المهيدب أن يكون نموذجًا لرجال الأعمال السعوديين الذين جمعوا بين النجاح الاستثماري والإدارة الواعية والمسؤولية المجتمعية،
مؤكدًا بذلك أهمية التكامل بين الريادة الاقتصادية والتنمية المستدامة في رؤية المملكة 2030.

حياته الشخصية
يعيش عماد المهيدب حياة متزنة بين العمل والعائلة، ويُعرف عنه حرصه على الخصوصية والبعد عن الأضواء الإعلامية، ما جعله مثالًا لرجل الأعمال الذي يركز على النتائج والعمل الجاد أكثر من الظهور.
وهو متزوج وله أبناء، ويولي أهمية كبرى لتنشئتهم على المبادئ التي تربى عليها، ومنها الالتزام، النزاهة، وأهمية خدمة المجتمع.
كما يعرف بشغفه بالقراءة والاطلاع على كل ما هو جديد في مجالات الاقتصاد العالمي والتقنيات الناشئة، مما يساعده على تحديث استراتيجيات عمله بشكل دائم.
ثروته
تشير التقديرات إلى أن ثروته تقدر بمئات الملايين من الدولارات، وذلك بالنظر إلى حجم استثماراته المتنوعة في قطاعات العقارات والصناعة والتعليم والتجزئة، والتقنية.
كما تُصنّف مجموعة المهيدب ضمن أبرز المجموعات الاستثمارية في الخليج العربي، ما يعكس حجم الأصول التي يديرها وتأثيره الواسع في الاقتصاد الوطني.
ووفقًا للتقديرات، فقد جاء عماد المهيدب ضمن قائمة فوربس لأغنياء العالم 2025 بصافي ثروة تقدر بـ 3.8 مليار دولار.
اقرأ أيضًا: يوسف الرشيدي صانع منصة حراج وأحد رموز الريادة الرقمية في المملكة