في قلب الصحراء الممتدة من وادي النيل إلى مكة المكرمة، ينبض طريق الحاج المصري بروحٍ أصيلة تحمل عبق التاريخ ودفء الإيمان.
هذا الطريق العريق، الذي يعود تاريخه إلى العصر الفاطمي، لم يكن مجرد ممرٍ جغرافي بل كان جسراً روحياً وثقافياً يربط بين قلوب المسلمين في مصر والمملكة، ويجسد وحدة الأمة في سعيها إلى بيت الله الحرام.

لقد عبر هذا الطريق ملوك وعلماء وفقراء وأغنياء، جميعهم توحدوا على نية الحج والعبادة، ما جعله شاهداً على قصص إنسانية عظيمة ومشاهد تاريخية محفورة في ذاكرة الأمة.
كما أن المحطات التي أنشئت على امتداد الطريق من آبار وبرك واستراحات شكلت معالم حضارية ومراكز تفاعل ثقافي واقتصادي بين الشعوب.

اليوم، وفي إطار رؤية المملكة 2030، يُعاد تسليط الضوء على هذا الطريق كأحد الرموز التاريخية التي تجسد التزام المملكة بالحفاظ على تراثها الإسلامي وتعزيز العمق الحضاري للمشاعر المقدسة.
فجهود التوثيق والترميم المستمرة تسهم في تخليد هذا الإرث، وتحوله إلى نقطة جذب ثقافي وسياحي تُعرف الأجيال القادمة بعظمة رحلة الحج ومعانيها الإنسانية والدينية.
اقرأ أيضاً: الحج وعيد الأضحى: دلالاتهما الدينية، مناسكهما، وأهميتهما عند المسلمين