شباب المملكة يحافظون على الحرف التقليدية ويحولونها إلى قطاع إبداعي واعد

شباب المملكة يحافظون على الحرف التقليدية ويحولونها إلى قطاع إبداعي واعد

يشهد قطاع الحرف التقليدية في المملكة إقبالًا متزايدًا من الشباب الذين يحرصون على ربط الهوية الثقافية بالفرص الحديثة، وذلك عبر برامج تدريبية وورش عمل متعددة.

فقد أكد الحرفي الشاب حمد الشمري، المتخصص في البناء الطيني، أن شغفه بدأ أثناء مشاركته في أعمال ترميم أحد البيوت التاريخية، حيث اكتشف قيمة العمارة القديمة بزخارفها وأعمدتها وخصائصها الأصيلة.

ومن خلال دراسته في المعهد الملكي للفنون التقليدية، طوّر الشمري مهاراته أكاديميًا وعمليًا، مبرزًا كيف يمكن المزج بين الهوية التراثية والابتكار المعاصر.

المعهد الملكي للفنون التقليدية يسعى إلى ترسيخ الهوية الوطنية عبر الفنون، من خلال تدريب الشباب، تكريم الحرفيين القدامى، وحماية التراث المادي وغير المادي، مع نشر الوعي محليًا وعالميًا.

ويشير الباحث في التراث العمراني ممدوح الحربي إلى أن نقل المعرفة بين الأجيال يمثل شريان حياة لهذه الحرف، إذ كانت في الماضي مصدر رزق عائلي ينتقل من الآباء إلى الأبناء قبل أن تتراجع بفعل التصنيع والنمو الحضري.

اليوم، بفضل رؤية المملكة 2030 والتشريعات الجديدة، تحولت الحرف التقليدية من ممارسات مهددة بالاندثار إلى قطاع إبداعي واعد، يربط الهوية الوطنية بالتنمية الاقتصادية.

ويشهد هذا القطاع إدخال تقنيات حديثة مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد والواقع الافتراضي في برامج التدريب، إضافة إلى إدماج العناصر التراثية في المباني العامة، بما يعكس تزاوجًا فريدًا بين الماضي والحاضر.

ويؤكد خبراء أن قصص النجاح التي يقدمها الشباب السعودي عبر تحويل الحرف إلى مشاريع ريادية، تعيد تشكيل النظرة المجتمعية تجاه هذا المجال، وتجعل من الحرف مساحة مفتوحة للإبداع وريادة الأعمال، وضمانة لاستمرارها كجزء حي ومتجدد من الهوية الوطنية.