يستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، صاحب السمو الملكي ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان في اجتماع على مأدبة غداء في قصر الإليزيه اليوم الجمعة.
ومن المتوقع أن تكون هذه الزيارة أطول وأن تكون المحادثات متعددة الأوجه أكثر مما كانت خلال زيارة ولي العهد السابقة إلى باريس في يوليو من العام الماضي.
حيث سيناقش القائدان العلاقات الثنائية وآخر التطورات في العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وبالإضافة إلى ذلك، ستتخلل زيارة سمو ولي العهد العديد من الأحداث الأخرى،
أبرزها اجتماع المكتب الدولي للمعارض، وقمة تنظمها فرنسا لمناقشة ميثاق التمويل العالمي الجديد.
طرح قضية لبنان للمناقشة
وفيما يتعلق بلبنان، أشارت باريس إلى أنها “سمعت السعوديين مرارًا وتكرارًا يقولون إن هذا البلد فقد بسبب هيمنة حزب الله أو نفوذ إيران”،
وتريد فرنسا “توضيح هذه النقطة، دون الانحياز إلى جانب،
والتأكد من قدرة السعوديين على الانخراط مع الإيرانيين في نقاش يخلق ظروفًا مواتية لانتخاب رئيس في لبنان.
ومع وصول العملية السياسية في لبنان إلى طريق مسدود، والبلد في قبضة أزمة مالية حادة،
ظل مكتب الرئيس شاغرًا منذ انتهاء ولاية ميشال عون في أكتوبر من العام الماضي.
مناقشة الأوضاع السورية وبرنامج إيران النووي
وبشأن الوضع في سوريا، قال الإليزيه إن الرئيس الفرنسي سيعرف من سمو ولي العهد كيف نجحت المملكة في إقناع الرئيس بشار الأسد بالامتثال لعدد من المطالب السعودية التي لم تُعرف تفاصيلها بعد”.
كما ستتم مناقشة برنامج إيران النووي حيث “من المهم بالنسبة لنا أن نسمع تقييم ولي العهد لشدة التهديد الإيراني كما يدركه وما يتوقعه من استعادة العلاقات الدبلوماسية،
وكذلك كيف ينوي التعامل مع الإيرانيين في هذه القضية “.
وخارج المنطقة، لن يتم التغاضي عن الحرب في أوكرانيا على الرغم من كثافة المواضيع المطروحة على جدول الأعمال.
وفي هذا الصدد، قالت باريس إنها “ليس لديها طلبات محددة تقدمها إلى المملكة،
باستثناء الطلب المقدم إلى جميع شركائنا للنظر بشكل كامل إلى حقيقة أن الحرب في أوكرانيا هي صراع له تداعيات عالمية ومخاطر كثيرة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الشرق الأوسط “.
وأضافت: “ما نطلبه من السعوديين، مثل جميع شركائنا، هو مساعدتنا في الإسراع بإنهاء الحرب”،
وهو ما يعني من وجهة نظر فرنسية انتصار أوكرانيا على الأرض،
ما يؤدي إلى مفاوضات سلام مع روسيا تهدف إلى استعادة الأمن والسيادة الأوكرانية.
مناقشة مجالات التعاون بين المملكة وفرنسا
في سياق أوسع، يشير الإليزيه إلى أن زيارة سمو ولي العهد “تهدف إلى تحديد أهداف التعاون الثنائي الضرورية للشراكة التي لدينا مع المملكة في مجالات محددة تمامًا”.
وتشمل هذه المجالات قضايا تتعلق بالأمن والدفاع، وتحول الطاقة، ولا سيما طموحات المملكة السامية في مجال الطاقة.
وفيما يتعلق باستضافة المملكة لمعرض إكسبو 2030، أعلنت فرنسا بالفعل دعمها.
فيما لم يُكشف بعد ما إذا كان سمو ولي العهد سيحضر القمة التي تنظمها فرنسا،
لمناقشة ميثاق التمويل العالمي الجديد، والتي من المقرر عقدها يومي 22 و23 يونيو.
وقال الإليزيه إن ماكرون يهدف خلال الاجتماع إلى تشكيل تحالف واسع من الدول الراغبة
“لإنتاج الصدمة التمويلية اللازمة لتلبية احتياجات الحد من الفقر في الجنوب، وتحقيق التحول الأخضر العادل قدر الإمكان”.
اقرأ أيضًا: المملكة تواصل دعم الأشخاص ذوي الإعاقة