زلزال إسطنبول: حقائق علمية وتاريخية عن النشاط الزلزالي في المنطقة

زلزال إسطنبول حقائق علمية وتاريخية عن النشاط الزلزالي في المنطقة

تُعد إسطنبول، كبرى مدن تركيا، واحدة من أكثر المناطق المعرضة للنشاط الزلزالي في العالم، نظرًا لموقعها الجغرافي على مقربة من فالق شمال الأناضول، وهو من أكثر الفوالق نشاطًا وزلزالية على وجه الأرض.

هذا الفالق، الممتد على طول أكثر من 1,200 كيلومتر من شرق تركيا إلى بحر مرمرة، يمثل الحد الفاصل بين الصفيحة الأناضولية والصفيحة الأوراسية، حيث تتحرك الأولى باتجاه الغرب بمعدل يتراوح بين 2 و2.5 سم سنويًا، ما يراكم طاقة هائلة يتم إطلاقها في صورة زلازل قوية.

 

شريط الزلازل في تركيا

يقسم فالق شمال الأناضول البلاد إلى شريط زلزالي نشط يمتد من شرق الأناضول حتى بحر إيجة، ويمر بالقرب من إسطنبول عبر بحر مرمرة.

هذا الشريط شهد خلال القرن الماضي سلسلة من الزلازل المدمرة التي انتقلت على طول الفالق من الشرق إلى الغرب، في ظاهرة يعرفها علماء الجيولوجيا باسم “هجرة النشاط الزلزالي”.

 

الزلازل التاريخية التي ضربت إسطنبول والمناطق المجاورة

زلزال 1509: يُعرف بـ”القيامة الصغرى”، حيث دمر أجزاء كبيرة من المدينة العثمانية وقتها، وأدى إلى وفاة عشرات الآلاف.

زلزال 1766: تسبب في انهيار مبانٍ واسعة النطاق، وكان له أثر اقتصادي واجتماعي كبير.

زلزال إزميت 1999: بقوة 7.4 درجة على مقياس ريختر، أودى بحياة أكثر من 17 ألف شخص، وكان من أشد الكوارث الطبيعية في تاريخ تركيا الحديث.

هذا الزلزال زاد المخاوف من وقوع زلزال مماثل في إسطنبول، نظرًا لاقتراب مركزه من بحر مرمرة.

 

خطر الزلزال المتوقع لإسطنبول

تشير الدراسات الجيولوجية إلى أن المنطقة البحرية جنوب إسطنبول تخزن طاقة زلزالية كبيرة، وقد حذر العلماء من احتمال وقوع زلزال مدمر بقوة تتراوح بين 7 و7.5 درجة في العقود القادمة، قد يؤثر على أكثر من 15 مليون نسمة في المدينة وضواحيها.

 

تأثيرات الزلازل على المدينة

زلزال كبير في إسطنبول لن يؤثر فقط على المباني القديمة أو غير المقاومة للزلازل، بل سيشكل تحديًا للبنية التحتية، بما في ذلك الجسور، الأنفاق، وشبكات المواصلات الحيوية مثل مرمراي، إضافة إلى الموانئ والمطارات.

كما ستكون له تداعيات اقتصادية ضخمة، إذ تُعد إسطنبول مركز الاقتصاد التركي، وتساهم بحوالي ثلث الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

 

الاستعدادات والإجراءات الوقائية

تعمل السلطات التركية حاليًا على تعزيز برامج التوعية، وتحديث أكواد البناء لتكون أكثر مقاومة للزلازل، بالإضافة إلى تطوير خطط الإخلاء والإنقاذ.

كما يجري الاستثمار في أنظمة الإنذار المبكر لرصد النشاط الزلزالي في بحر مرمرة، بهدف منح السكان الثواني الثمينة التي قد تنقذ الأرواح.