في عالم المال والأعمال السعودي، يبرز اسم رياض بن حمد الزامل كأحد الأسماء التي استطاعت أن تجمع بين الطموح الشخصي والرؤية الوطنية في آن واحد.
فهو رجل أعمال لم يكتف بتحقيق النجاح في مشاريعه الخاصة، بل اتجه إلى دعم ريادة الأعمال وتمكين الشباب والمرأة، ليكون جزءًا من التحول الاقتصادي الكبير الذي تشهده المملكة في إطار رؤية 2030.
وتكمن أهمية سيرته في أنه يمثل نموذجًا عمليًا لرجل الأعمال العصامي الذي بدأ بخطوات صغيرة قبل أن يصبح شخصية بارزة في الاستثمار والإعلام والتسويق.
بداياته ونشأته
وُلد رياض بن حمد بن عبد الله الزامل في 29 يناير عام 1974م، ونشأ في بيئة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بعالم التجارة والصناعة، إذ ينتمي إلى عائلة لها تاريخ طويل في قطاع الأعمال.
وقد ساعدته هذه المنشأة على تكوين فهم مبكر لطبيعة السوق وأهمية المبادرة الفردية، الأمر الذي انعكس لاحقًا على اختياراته المهنية.
ورغم أن طفولته لم تحظَ بالكثير من التوثيق الإعلامي، إلا أن ملامحها اتسمت بالطموح المبكر والرغبة في شق طريق مستقل في الحياة العملية.

دراسته
أدرك رياض الزامل منذ سنوات دراسته أن العلم هو المفتاح الأول للنجاح، فاختار تخصصًا يواكب التطور التقني ويلبي حاجات السوق المستقبلية، حيث حصل على درجة البكالوريوس في إدارة نظم المعلومات من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن عام 1998م.
فيما ساعده هذا التخصص على امتلاك رؤية مختلفة حول كيفية إدارة الأعمال وتوظيف التقنية الحديثة في خدمة الاستثمارات، وكان بمثابة الأساس الذي انطلق منه نحو عالم التجارة والاستثمار.
سيرته الذاتية والمهنية
بدأت مسيرته العملية بالعمل في مصنع الزامل للتكييف كنائب مدير إدارة نظم المعلومات، وهو ما منحه خبرة ميدانية مهمة في بيئة عمل صناعية كبرى.
لكنه سرعان ما قرر ترك الوظيفة بعد عدة سنوات والتفرغ لمشاريعه الخاصة، مدفوعًا برغبة قوية في بناء كيانات تجارية مستقلة.
ومن هنا أسس مع مجموعة من الشركاء مشاريع صغيرة، ثم توسع تدريجيًا حتى تمكن من إطلاق مجموعة راز القابضة، إلى جانب مجموعة فوج المتخصصة في الإعلام والتسويق، بالإضافة إلى تأسيس شركات أخرى في قطاعات مختلفة.
كما شغل مناصب مؤثرة مثل عضوية مجلس إدارة غرفة الرياض ورئاسة لجنة ريادة الأعمال، فضلًا عن عضويته في مجلس الاستثمار بشركة وادي الظهران للتقنية.

إنجازاته
لقد استطاع رياض بن حمد الزامل أن يرسخ مكانته كأحد أبرز رجال الأعمال السعوديين بفضل سلسلة من الإنجازات التي تجاوزت حدود النجاح الشخصي لتتحول إلى إسهامات ملموسة في مسيرة التنمية الاقتصادية للمملكة.
فقد بدأ مسيرته المهنية من داخل مصنع الزامل للتكييف، غير أن طموحه دفعه سريعًا إلى تأسيس كياناته الخاصة التي عكست شخصيته الريادية،
ليُطلق مجموعة راز القابضة التي تحولت إلى منصة استثمارية متعددة الأنشطة تشمل الإعلام، التسويق، الإنتاج المرئي، وتنظيم الفعاليات الرقمية، ما جعلها نموذجًا للشركات الوطنية القادرة على الابتكار والتوسع.
ولم يقتصر دوره على الجانب الاستثماري، بل لعب دورًا محوريًا في دعم ريادة الأعمال من خلال رئاسته لجنة ريادة الأعمال في غرفة الرياض،
حيث أسهم في إطلاق مبادرات ومشاريع استهدفت تمكين الشباب وتحفيزهم على خوض غمار الأعمال الحرة، إدراكًا منه بأن الجيل الجديد هو المحرك الأساسي للنمو الاقتصادي.
كما أسس مجموعة فوج التي جاءت كصوت سعودي في عالم التسويق والإعلان والإعلام الرقمي، وتهدف إلى تقديم صورة حديثة وواقعية عن المملكة تعكس هويتها الوطنية،
وهو ما جعلها رافدًا مهمًا يتماشى مع أهداف رؤية 2030 في تعزيز الصناعات الإبداعية والانفتاح على الأسواق العالمية.
ولم تتوقف إنجازاته عند هذا الحد، بل امتدت إلى المشاركة في برنامج “تحدي الهوامير” كمستثمر وملهم للشباب، حيث أكد من خلال تجربته أن الإيمان بالنفس وبالقدرات الشخصية هو الأساس لأي مشروع ناجح.
كما شغل عضويات مؤثرة مثل مجلس الاستثمار في وادي الظهران للتقنية، وأسهم في تأسيس مبادرات لدعم سيدات الأعمال وتمكين المرأة اقتصاديًا، وهو ما ينسجم تمامًا مع طموح المملكة في زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل.
وبذلك يمكن القول إن إنجازات رياض الزامل لم تكن مجرد خطوات فردية نحو النجاح، بل كانت لبنات حقيقية في بناء اقتصاد متنوع ومزدهر، عززت من مكانة القطاع الخاص وأسهمت في خلق فرص عمل جديدة، وأكدت أن الاستثمار في الإنسان هو الاستثمار الأهم لتحقيق مستقبل أكثر إشراقًا للمملكة.
حياته الشخصية
رغم حضوره البارز في عالم المال والأعمال، يفضل رياض الزامل إبقاء حياته الشخصية بعيدة عن الأضواء، إذ لم تُنشر معلومات دقيقة حول زوجته أو عدد أبنائه في وسائل الإعلام.
إلا أن المتابعين له يرون أن توازنه بين الجانب العملي والشخصي هو أحد أسرار نجاحه واستمراريته، حيث عرف عنه التواضع والحرص على تقديم صورة عملية لرجل الأعمال دون استعراض جوانب حياته الخاصة.

ثروته
لا توجد أرقام رسمية أو تقديرات دقيقة منشورة عن حجم ثروة رياض بن حمد الزامل، إذ لم يظهر اسمه في القوائم العلنية للأثرياء على المستوى العالمي أو الإقليمي.
غير أن نشاطاته الاستثمارية المتعددة، وامتلاكه مجموعات وشركات ناجحة، إلى جانب عضويته في مجالس استثمارية مرموقة، تشير إلى أنه يتمتع بثروة كبيرة جعلته في مصاف رجال الأعمال المؤثرين في المملكة.
ويبدو أن تحفظه على إعلان حجم ثروته يتماشى مع شخصيته العملية التي تركز على الإنجاز أكثر من استعراض المكاسب.
اقرأ أيضًا: لؤي نسيم الرئيس التنفيذي لشركة لومار