غيب الموت صباح اليوم الفنان المصري القدير لطفي لبيب بعد صراع مع المرض، تاركًا وراءه مسيرة فنية حافلة امتدت لعقود من الزمن.
وقد نعاه جمهوره ومحبيه بحزن عميق، مستذكرين أعماله التي شكلت جزءًا أصيلًا من الذاكرة الفنية المصرية والعربية.
لم يكن لطفي لبيب مجرد ممثل موهوب، بل كان رمزًا للإبداع والالتزام، إذ قدّم أدوارًا تركت بصمة خالدة في المسرح والسينما والتلفزيون.
فقد تميز بقدرته على التنقل بين الأدوار الكوميدية والتراجيدية باحتراف، ليصبح أحد أبرز نجوم الصف الثاني الذين ارتقوا بأدائهم إلى الصفوف الأولى في قلوب المشاهدين.

ولد لبيب في محافظة بني سويف عام 1947، وشارك كأحد أبطال حرب أكتوبر 1973، حيث كان ضابطًا بالقوات المسلحة المصرية، قبل أن يتفرغ للفن ويجعل من موهبته رسالة فنية تحمل قيمًا إنسانية ووطنية.
من أبرز أعماله التي أثرت في الجمهور: مشاركته في فيلم السفارة في العمارة مع عادل إمام، وفيلم اللي بالي بالك، إضافة إلى أدواره اللافتة في مسلسلات مثل باب الخلق، زيزينيا، وراجل وست ستات.
وقد جسد شخصيات متنوعة تراوحت بين الجد والحكمة وخفة الظل، مما جعله قريبًا من كل الأجيال.
اليوم، برحيل لطفي لبيب، تخسر الساحة الفنية المصرية واحدًا من أعمدتها الذين جمعوا بين الموهبة الأصيلة، والالتزام الفني، والروح الوطنية. ومع ذلك، ستظل أعماله خالدة شاهدة على مسيرة فنان أعطى للفن أكثر مما أخذ، وأثرى الشاشة العربية بصدق أدائه وقوة حضوره.