في لحظةٍ يعلو فيها الخشوع، وتغمر القلوب مهابة الكلمات، يقف المسلم أمام آخر آية من كتاب الله الكريم، وقد أنهى رحلة مباركة بين السطور، فتسيل العبرات وتمتد الأيدي إلى السماء بـدعاء ختم القرآن.
ليس دعاء الختم مجرّد كلمات، بل هو تتويج لرحلة إيمانية عظيمة، وخطاب عميق بين العبد وربه، يمزج الامتنان بالخضوع، والرجاء بالخوف، والشكر بالحاجة.
القرآن الكريم ليس كتابًا يُختم فحسب، بل هو منهج حياة يتجدّد أثره في كل ختمة. لذا، فإن لحظة ختمه لا تمرّ مرور الكرام، بل هي من أغلى لحظات القرب والإنابة والدعاء.
وقد جاءت نصوص كثيرة تؤكد فضل الدعاء بعد ختم القرآن، ومنها ما رواه أنس رضي الله عنه: “كانوا إذا ختموا القرآن جمعوا أهلهم ودعوا”،
أي أن ختم القرآن كان مناسبة لاجتماع القلوب على الرجاء، والتضرع إلى الله بمغفرة الذنوب، وقبول الطاعات، وتحقيق الأمنيات.
ويحرص المسلمون، لا سيما في شهر رمضان، على ختم القرآن الكريم أكثر من مرة، ويُعد دعاء الختم في صلاة التراويح أو التهجد من أشد اللحظات خشوعًا وتأثيرًا، إذ يتلون فيه الأئمة أدعية جامعة، تفيض رحمة، وتُلهب القلوب إيمانًا.

ومن أشهر صيغ الدعاء في هذه المناسبة:
“اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا.”
وغيرها من الأدعية التي تجمع بين طلب الهداية، وسعة الرزق، وصلاح الحال، وبركة الأعمار، وحفظ الأوطان.
ويُستحب في دعاء الختم أن يتوجّه المسلم بصدق، ويُسمي حاجاته، ويستشعر أنه بين يديّ من لا يرد الدعاء ولا يخيب الرجاء.
إن دعاء ختم القرآن هو لحظة إجلال للكلام الإلهي، وتجديد للعهد مع الله، وفتح لأبواب القبول والرحمة. هي لحظة ليست كغيرها، ولذلك تبقى حاضرة في ذاكرة المؤمنين كلما تكررت.
اقرأ أيضاً: ليلة القدر .. ما هي وما فضلها وكيفية الاستعداد لها