دراسة جديدة و صادمة للنباتيين.. اللحوم تطيل العمر!

خلال العقد الماضي اتجه كثيرون إلى الامتناع عن تناول اللحوم كلياً. وكان الدافع الرئيسي الذي حفز هؤلاء النباتيين للاستغناء تماماً عن هذه المنتجات الحيوانية هو الفوائد الصحية المرجوة من الأنظمة الغذائية النباتية. إذ دعت عدة دراسات إلى استبدال اللحوم الحمراء بالفواكه والخضار من أجل الحفاظ على الصحة والوقاية من الكثير من الأمراض الخطيرة.

غير أن التركيز الشديد على عدم تناول اللحوم باعتبارها مضرة بالصحة، دفع فريق دولي من الباحثين، متعددي الاختصاصات، بقيادة جامعة أديلايد في أستراليا، إلى دراسة استهلاك اللحوم وتأثيرها على الصحة.

ووجدت الدراسة نتائج غير متوقعة ومفاجئة ومحبطة للنباتيين تقول إن اللحوم تدعم إطالة متوسط العمر، بحسب موقع “ميديكال إكسبريس”.

من جهته أوضح مؤلف الدراسة، الباحث بجامعة أديلايد في الطب الحيوي وينبينغ يو، أن البشر تطوروا وازدهروا على مدى ملايين السنين بسبب استهلاكهم الكبير للحوم، قائلاً: “أردنا أن ننظر عن كثب في الأبحاث التي سلطت ضوءاً سلبياً على استهلاك اللحوم في النظام الغذائي للإنسان” كما شدد يو على أن “النظر فقط إلى الارتباطات بين استهلاك اللحوم وصحة الناس أو متوسط ​​العمر المتوقع داخل مجموعة معينة، /أو منطقة أو بلد معين، يمكن أن يؤدي إلى استنتاجات معقدة ومضللة”، مضيفاً: “قام فريقنا على نطاق واسع بتحليل الارتباطات بين تناول اللحوم ومتوسط ​​العمر المتوقع، ومعدل وفيات الأطفال، على المستويين العالمي والإقليمي، ما قلل من تحيز الدراسة وجعل استنتاجاتنا أكثر تمثيلاً للتأثيرات الصحية العامة لتناول اللحوم”.

بدوره قال يانفي جي، خبير التغذية المشارك في الدراسة: “أعتقد أننا بحاجة إلى فهم أن هذا قد لا يتعارض مع التأثير المفيد لاستهلاك اللحوم. تبحث الدراسات التي تبحث في النظم الغذائية للمجتمعات الثرية والمتعلمة تعليماً عالياً في الأشخاص الذين لديهم القوة الشرائية والمعرفة لاختيار النظم الغذائية النباتية التي تصل إلى العناصر الغذائية الكاملة، التي تحتويها اللحوم عادة. واستبدلوا اللحوم، بشكل أساسي، مع كل أنواع المغذيات التي توفرها اللحوم”.

وبحسب ريناتا هينبيرغ، المؤلفة المشاركة وعالمة الأحياء بجامعة أديلايد، فلا تزال اللحوم اليوم مكوناً غذائياً رئيسياً في النظم الغذائية للعديد من الأشخاص حول العالم، قائلة إنه “قبل إدخال الزراعة، منذ 10 آلاف عام، كان اللحم غذاء أساسياً في النظام الغذائي للإنسان”. كما أضافت هينبيرغ أنه “اعتماداً على المجموعات الصغيرة من الأشخاص الذين تدرسهم وأنواع اللحوم التي تختار وضعها في الاعتبار، قد يختلف مقياس دور اللحوم في إدارة صحة الإنسان. ومع ذلك، عند النظر في جميع أنواع اللحوم لجميع السكان، كما هو الحال في هذه الدراسة، فإن العلاقة الإيجابية بين استهلاك اللحوم والصحة العامة على مستوى السكان ليست متقطعة”.