كشفت دراسة بريطانية حديثة عن علاقة لافتة بين طول إصبع الإبهام لدى الإنسان وحجم الدماغ، بما قد يعكس مستوى الإدراك والقدرات الذهنية. وأوضحت الدراسة أن القياسات البيولوجية البسيطة مثل طول الأصابع قد تحمل مؤشرات أولية عن وظائف الدماغ وخصائصه.
الباحثون الذين أجروا الدراسة اعتمدوا على تحليل بيانات مئات المتطوعين، حيث تمت مقارنة طول الإبهام بمسح دماغي متقدم لتحديد حجم بعض المناطق المرتبطة بالإدراك والتفكير. وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يمتلكون إبهامًا أطول نسبيًا قد يتمتعون ببنية دماغية أكبر في مناطق مسؤولة عن المعالجة المعرفية والتواصل.
وأكد فريق البحث أن هذه النتائج لا تعني بالضرورة أن طول الإبهام يحدد الذكاء بشكل مباشر، بل قد يكون مؤشرًا بيولوجيًا يرتبط بالعوامل الجينية والتطورية التي أثرت على تطور اليد والدماغ معًا عبر ملايين السنين. وأشاروا إلى أن اليد البشرية، وخصوصًا الإبهام، لعبت دورًا محوريًا في تطور القدرات الإدراكية، نظرًا لارتباطها باستخدام الأدوات والتفاعل مع البيئة.
ويرى خبراء أن هذه الدراسة تسهم في توسيع فهم العلاقة بين علم التشريح البشري والقدرات العقلية، وقد تفتح المجال أمام أبحاث مستقبلية أعمق حول الروابط بين الخصائص الجسدية والوظائف الإدراكية.
