حق الجار في الإسلام سؤال محل بحث الكثيرين، وجعل الإسلام للجار حقوقًا يتمتع بها دون غيره، كما أعطاه أهمية ومكانة عظيمة،
ولا يعنى هذا أن الجار لم يكن يكرم قبل الإسلام، فالعرب كان يتفاخرون بحسن الجوار والإحسان إلى الجار وضيفاته، ولما جاء الإسلام حث على بقاء على الخلق العظيم وزاد توصية به في الكتاب والسنة،
قال – تعالى: «وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ..»، (سورة النساء: الآية 36).
ورى أنس بن مالك – رضى الله عنه- أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال: «والذي نفْسِي بِيدِهِ، لا يُؤمِنُ عبدٌ حتى يُحِبَّ لِجارِهِ ما يُحِبّ لِنفسِهِ»، (أخرجه البخاري ومسلم).
حق الجار في الإسلام:
أكدت الشريعة الإسلامية أن الجار له حقٌ عظيمٌ في الإسلام، وفصلت حقوقه في أمور كثيرة، أبرزها ما يأتي:
- الإحسان إليه قَولًا وفعلًا.
- حمايته وتأمينه.
- ردُّ الغيبةِ عنه.
- حفظ سره.
- مشاركته أفراحه.
- مواساته في مصائبه وأحزانه.
- تلبية دعوته.
- زيارته في الظروف الطبيعية.
- عيادته في حالة المرض.
- تفقّده وتلبية احتياجاته عندما يفقدها مع القُدرة على ذلك.
- منع الأذى عنه بِجَميع صُوره.
- مُساعدته في حل مشاكله.
- إقراضه المال إن احتاج وكنت قادرًا عليه.
- السعي في الإصلاح بين الجيران المُتخاصمين.
- مشاركته العلم والاستفادة معه.
- مُصاحبته إلى المسجد.
- مُصاحبته إلى مَجالس العلم.
- إحسان الظن به.
- الصبر على أذى الجار.
- مُبادرته بالسلام.
حقوق الجار في الإسلام:
الجار من منظور الشريعة الإسلامية ثلاثة أصناف على النحو الآتي:
الأول: جار له حق واحد: وهو حق الجوار، وهو الجار غير المسلم، ولا تربطه بجاره صلة قُربى.
الثاني: جار له حقّان: حق الجوار والإسلام، وهو الجار المُسلم، ولا تربطه بجاره صلة قربى ورحم.
الثالث: جار له ثلاثة حقوق: حق الجوار والإسلام والقربى، وهو الجارُ المُسلم من الأقارب.
الدليل على ذلك:
ما رواه جابر بن عَبْدِ الله -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “الجِيرانُ ثَلاثَةٌ: جَارٌ لهُ حَقٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ أَدْنَى الجيرانِ حقًّا، وجار له حقَّان، وجَارٌ له ثلاثةُ حُقُوقٍ، وَهُوَ أفضلُ الجيرانِ حقا،
فأما الذي له حق واحد فجار مُشْرِكٌ لا رَحمَ لَهُ، لَهُ حق الجَوار، وأمَّا الَّذِي لَهُ حقانِ فَجَارٌ مُسْلِمٌ، له حق الإسلام وحق الْجِوارِ، وأَمَّا الَّذِي لَهُ ثَلاثةُ حُقُوقٍ، فَجَارٌ مُسْلِمٌ ذُو رَحِمٍ لَهُ حق الجوار وحق الإسلام وحَقُّ الرحِمِ”.
اقرأ أيضًا: حكم جميلة عن الحياة