تطور البناء

فى قديم الأزل كانت المواد المستخدمة فى إنشاء البناء هي الأحجار، والأخشاب، وكان يتم تنفيذها بوسائل بدائية ولكنها فعالة.

وقد كانت عملية البناء والتشييد تتم بشكل بطيء، وكانت تستمر لفترة طويلة قد تصل فى بعض الأحيان إلى بضعة قرون.

لكن مع مرور الوقت تطورت وسائل التصميم، وأيضًا المواد المستخدمة فى البناء، فأصبحت هناك المباني الضخمة، والحديثة، وذات التصميم المعقد.

والتي استخدمت في إنشائها المئات من مواد البناء، علمًا بأن تصميمها، وتخطيطها، وتنفيذها يتم في فترة محدودة، وقليلة نسبيًا قد تتراوح بين 2-5 سنوات.

 

مراحل البناء

تتم عمليّة البناء وفق مراحل محددة، وهي:

مرحلة التصميم والرسومات الابتدائية

يبدأ الإتفاق مع المكتب الهندسي الذي سيتولي الإشراف على المشروع، وذلك بعد إختيار قطعة الأرض التي ستتم عليها عملية البناء.

وعادةً ما تدخل في المشروع تخصصات هندسية مختلفة، ومرتبطة بأعمال إنشاء المبنى،

وتقع مسؤولية جمع متطلبات هذه التخصصات على عاتق المهندس المعماري؛ حيث يتم ذلك على هيئة طلبات ابتدائية محددة.

كما يحدد شكل التعاون بين المهندس المعماري، والتخصصات الأخرى، وفقًا لنوع المبنى الذي يراد إنشاؤه، ويتضح ذلك فيما يلي:

في المباني السكنية، والتجارية: حيث يقوم المهندس المعماري بتحديد التوزيع الداخلي للمبنى، والإرتفاعات المطلوبة، والمساحات المطلوبة لكل عنصر.

بينكا يقوم المهندس المدني، أو الإنشائي، بتحديد طريقة الإنشاء، وأماكن الأعمدة، بالإضافة إلى تحديد النظم الاستاتيكية الابتدائية لمختلف أجزاء المبنى.

في المباني العامة: حيث يتعاون كل من المهندس المعماري، والمهندس المدني، بالإضافة إلى الاشتراك مع المختصين في مختلف المجالات.

وِفق الهدف من البناء، فعلى سبيل المثال، يتوجب التعاون عند بناء مستشفى مع جهات ذات اختصاصات طبية.

في المباني الصناعية: حيث يتعاون كل من المهندس المعماري، والمهندس المدني، ولكن فى هذه الحالة يتم التعاون مع مهندس الصناعة المختص .

والذى يقوم بدوره بتحديد خطوات التصنيع، وطريقته، والمساحات، والارتفاعات المطلوبة لكل مرحلة من مراحل التصنيع.

كما أنه يحدد أسلوب التهوية، والإضاءة، وغيرها مما يتعلق بالعملية الصناعية.

ويتم وضع رسومات، ومخططات إبتدائية لشكل المبني، بعد أن يتم تحديد الجهات الهندسية التى تتعاون على إنشاء المبني.

وتتضمن هذه الرسومات العناصر المعمارية للمبنى، وتحديد عدد الطوابق،

بالإضافة إلى الموقع العام، والمساقط الأفقية، والقطاعات الرأسية، والواجهات، إلا أن هذه الرسومات لا تعد ذات أبعاد تنفيذية.

مرحلة الرسومات التنفيذية وإعداد المستندات

هذه المرحلة تبدأ بعد تحديد جِهة الإشراف، والتنفيد، ووضع الرسومات الابتدائية للمبنى، والتي تحدد طريقة إنشاء البناء، وتسلسل عملياته.

وتتضمن الرسومات التنفيذية موقع المبنى بالنسبة إلى قطع الأراضي، أو الشوارع، أو المباني المحيطة به، بالإضافة إلى تحديد اتجاه الشمال.

وكذلك الواجهات المختلفة، والقطاعات الرأسية، والمساقط الأفقية لمختلف الأدوار، وذلك بأبعاد تنفيذية، ومناسيب معمارية.

كما يتم وضع الرسومات الإنشائية التي تختص بالعناصر الإنشائية داخل المبنى، والرسومات التفصيلية المختصة بمختلف تفاصيل المبنى، والتي تحتاج إلى زيادة إيضاح.

وفى هذه الحالة يتطلب من المهندس المصمم سواء كان المهندس الإنشائي،

أو المهندس المدني أن يكون على دراية كاملة بمختلف التفاصيل الإنشائية للمبنى.

وكذلك الأبعاد المتعارف عليها في السوق، وكلما كانت الرسومات التنفيذية دقيقة، وواضحة، كان تنفيذ المبنى أسرع، وأسهل.

وهكذا يبدأ المهندس المصمم بإعداد المستنَدات المطلوبة، بعد وضع الرسومات التنفيذية، والتي تشمل:

المقايسة الابتدائية:

وهي أن يقوم المهندس بتحديد كميات الأعمال في المشروع، ويقدر أثمان وحداتها المختلفة،

كأعمال الحفر، والردم، وأعمال الطوب، والبلاط، والدهان، ومختلف التشطيبات.

بالإضافة إلى الشبابيك، والأبواب، والأعمال الكهربائية؛ وذلك ليتم اعتماد الميزانية المطلوبة لتنفيذ المشروع.

 

دفتر الشروط، وطرح العطاء في المناقصة:

بعد الإطلاع على الرسومات التنفيذية، ودفتر الشروط الذى يحتوي على الإشتراطات العامة،

يتم طرح العطاء فى مناقصة بين شركات المقاولات، لتحديد تكلفة مختلف أعمال المشروع.

والتي تحدد مدة عملية البناء، وغرامات التأخير، والاستلام الابتدائي، والنهائي،

والاشتراطات الخاصة التي تشتمل على المواصفات الخاصة لكافة الأعمال التي تدخل في إنشاء المشروع.

كذلك جدول الفئات الذي يشتمل على بيان مختلف الأعمال التي سبق حسابها، وكمياتها، ووَضْع المُقاولين المُتقدِّمين للعطاء لهذه الأعمال.

مرحلة تنفيذ المبنى

تبدأ مرحلة التنفيذ بعد أن يتمّ وَضْع الرُّسومات الخاصَّة بتصميم المبنى، واختيار المقاول المناسب، وتوقيع العقد معه.

والتي تتم وفق تسلسل معين، ووفق البرنامج الزمني الذي أعده المقاول في بداية المشروع، وقدمه إلى الاستشاري.

وذلك بهدف اعتماده، والموافقة عليه، ومن ثم يتشاور الاستشاري مع المالك؛

ذلك لتحديد الموعد الذي سيتم فيه بدء العمل، وفيما يلي ذكر لمراحل عملية التنفيذ:

أعمال التحضير، وهي:

• يقوم المقاول بوضع علامات البناء في القطعة المخصصة لبناء المشروع، وذلك بعد أن يتم التقدم إلى الجهات المختصة، والحصول على شهادة لعلامات البناء.
• يضع المقاول لوحة إعلان المشروع، ويتم بناء سور، وبوابات، ومكاتب موقعية مؤقتة للمشروع، بالإضافة إلى تقديم البرنامج الزمني للمشروع وفق الفترة المتفق عليها.
• وأيضًا تقديم شهادات عدم الممانعة من مختلف الدوائر، والجهات المختصة، وذلك قبل المباشرة بأعمال الحفر.
• كما يتم عمل حفرة تجريبية؛ بهدف التأكد من عدم وجود عوائق، أو تمديدات.
• يجب على مقاول المشروع أن يلبي مختلف احتياجات الأمن، والسلامة في موقع البناء، وذلك وفق دليل السلامة الصادر عن البلدية.

أعمال الحفر والرَّدْم، وهي:

• وضع علائم البناء، وتحديد حدود الأرض، وإزالة كافة المواد، والأنقاض، والنباتات من موقع البناء.
• البدء بحفر الأرض إلى أن يتم الوصول إلى المنسوب المحدد وفق المخططات.
• ردم مراحل العمل اللاحقة جميعها، وذلك باستخدام الأتربة الناتجة عن الحفر.

أعمال الحماية من النمل الأبيض:

فى هذه المرحلة يتم رش الأرض الطبيعية، والجسور الأرضية، وبلاطة الطابق الأرضي، والمحيط الخارجي للمسكن،

بمادة كيميائية تشكل حاجزًا أمام النمل الأبيض، والتي يحدث وجودها أضرارًا جسيمة بالمباني.

أعمال الخرسانة، وهي:

وتشمل أعمال الخرسانة تحت مستوى الأرض، صب القواعد، ورقاب الأعمدة، والجسور الأرضية، وأرضية المسكَن.

ويتم ذلك من خلال صب الخرسانة في قوالب خشبية تحتوي على حديد التسليح، وتركها إلى أن تجف مدة 48 ساعة على الأقل.

مع مراعاة ضرورة رش الخرسانة بالمياه العذبة لمدة أسبوع على الأقل إلى أن تتشبع بالمياه.

أعمال الخرسانة فوق مستوى الأرض:

وتشتمل على صب الأعمدة، والأسقف، والأدراج، وسور السطح، حيث يبني المقاول هيكلًا خشبيًا للأعمدة.

ويتم وضع حديد التسليح فيه وفق ترتيب معين، وصبه بالخرسانة،

مع ضرورة التأكد من استقامة الأعمدة، ثم يتم صب الأدراج، والأسقف في وقت واحد.

ويتم ذلك بعد أن يتم شدها مع بعضها بالنجارة، والحدادة،

ثم يتم بعد ذلك تركيب القالب الخشبي الخاص بسور السطح، ووضع حديد التسليح فيه، ثم صبه بالخرسانة.

أعمال العزل المائي، والحراري: حيث يتم عزل الخرسانات تحت مستوى الأرض، والأسطح، والمناطق الرطبة عن الماء.

وذلك بإستخدام طبقتين من مادة زفتية؛ لحماية المبنى من الماء الذي قد يسبب الصدأ لقضبان الحديد، والتشقق للخرسانة.

كما يتم عزل المبنى حراريًا باستخدام أنواع معينة من الطابوق،

كالطوب الطيني في الجدران، والزجاج المزدوج في النوافذ، وألواح البوليستيرين؛ لعزل سطح المسكن.

 

أعمال الطابوق:

وتوجد أنواع مختلفة للطابوق، كالطوب المصمت، والطوب المفرغ، والطوب المفرغ المعزول، والطوب الخفيف المعزول، والطوب الطيني.

ولكل نوع من هذه الأنواع استخدام في مكان محدد، ومن الجدير بالذكر أنه يراعى عند بناء الطوب أن يتم غسله بالماء.

كذلك استخدام مونة الإسمنت، والرمل بنسبة 3:1، بالإضافة إلى الماء،

ومراعاة الدقة في البناء، وأن لا يتم بناء أكثر من خمسة صفوف من الطابوق خلال اليوم الواحد.

أعمال البلاستر (القصارة):

تبدأ عملية القصارة، بعد أن يتم الانتهاء من أعمال الطابوق، والتي تتم من خلال رش أعمال الخرسانة،

وجدران الطابوق الداخلية، والخارجية بطبقة من الخلطة الإسمنتية بسمك يتراوح بين 15-20 ملم.

ويتم صقل هذه الطبقة إلى أن تصبح ملساء، وناعمة.

أعمال السيراميك، والرخام، والجرانيت:

يعد السيراميك من أكثر أنواع البلاط شيوعًا وإستخدامًا في أعمال التشطيبات، وأقلها تكلفة،

ويستخدم عادة في تغطية الأرضيات، وجدران الحمامات، وغرف الغسيل، وغرف الخدمات.

وعند تركيبه يجب مراعاة الدقة، والإتقان، والتأكد من أن مواصفاته مطابقة للاستخدام المطلوب،

علمًا بأنه يُمكن تركيب الرخام، والجرانيت في مناطق معينة، كرفوف المطابخ، والحمامات، ومداخل البيت.

الأعمال الخشبية:

وتشمل تركيب الأبواب، والدرابزينات، وخزائن الملابس، وغيرها من الأعمال الخشبية.

أعمال الألومنيوم، والزجاج: وتشمل تركيب النوافذ، وبعض الأبواب، ورفوف المطبخ، والحمام.

أعمال الدهانات:

حيث يتم اختيار ألوان الدهان المناسبة لكل غرفة في المبنى؛ بهدف تجميل الأسطح، وتزيينها.

أعمال الإنترلوك:

وتشمل تبليط الممرات الخارجية للمسكن، والأرصفة، ومواقف السيارات.

الأعمال الكهربائية:

وتشمل إعداد نظام الإنارة، والقوة الكهربائية، ونظام الاتصال الداخلي، والتأريض، والجرس،

وتمديدات التلفاز، والهاتف، والإنترنت، وغيرها من الأعمال الكهربائية.

الأعمال الصحية، وتغذية المياه: وتشمل تركيب نظام تغذية المياه، وتمديدات المياه الساخنة،

وتصريف مياه الصرف الصحي، وتصريف الأمطار، والري في حديقة المسكن.

أعمال التكييف: وتشمل تركيب نظام التكييف، ونظام التهوية، وتنقية الهواء الخارجي.

مرحلة الاستعمال والصيانة

يجب أن يتأكد مالك المسكن من ضمان المواد المستخدمة، والأعمال المنجزة، قبل أن يستلم المبني.

ويتفحص أيضًا المبنى جيدًا قبل استلامه، ويفضل الاحتفاظ بعينات من مواد التشطيب؛ وذلك لاستخدامها فيما بعد عند الحاجة إليها.

كما ينصح بإجراء صيانة دورية لمختلف أجزاء، وأدوات المبنى؛ وذلك لضمان إطالة عمر المسكن، وأدائه لوظائفه على أكمل وجه.

اقرأ أيضاً: فصل التوائم اليمنية الملتصقة يوم الخميس بمركز الملك سلمان