شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تراجعاً في حجم التمويل الموجّه إلى الشركات الناشئة خلال شهر أكتوبر، حيث بلغ إجمالي التمويلات 784.9 مليون دولار فقط، وفقاً للبيانات الاقتصادية الأخيرة التي رصدت أداء سوق الابتكار وريادة الأعمال في المنطقة.
ويعكس هذا الانخفاض تباطؤاً نسبياً في وتيرة الاستثمارات مقارنة بالأشهر السابقة من العام، إذ سجلت بعض القطاعات الحيوية مثل التكنولوجيا المالية والتجارة الإلكترونية والنقل الذكي انخفاضاً في جولات التمويل، بينما شهدت مجالات أخرى مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة نمواً ملحوظاً في اهتمام المستثمرين.
ويرى خبراء الاقتصاد أن التراجع الحالي يعود إلى التقلبات الاقتصادية العالمية وارتفاع معدلات الفائدة، مما دفع المستثمرين إلى تبنّي نهج أكثر حذراً في تمويل المشاريع الناشئة، خصوصاً في المراحل المبكرة.
ورغم التباطؤ، لا تزال المملكة والإمارات ومصر المحركات الرئيسية لبيئة ريادة الأعمال في المنطقة، إذ استحوذت على النسبة الأكبر من إجمالي التمويلات، مدفوعةً بمبادرات حكومية لدعم الابتكار وتنمية الشركات الصغيرة والمتوسطة.
كما أشار التقرير إلى أن العديد من المستثمرين باتوا يركّزون على الشركات التي تمتلك نماذج أعمال مستدامة وقابلة للتوسع، مما يعكس تحولاً في طبيعة الاستثمار نحو الكفاءة والاستدامة بدلاً من النمو السريع غير المستقر.
ويؤكد هذا الاتجاه أن سوق الشركات الناشئة في المنطقة لا يزال نشطاً رغم التحديات، مع توقعات بانتعاش تدريجي خلال عام 2025 بدعم من التحول الرقمي المتسارع وتزايد الاهتمام بالذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة في بيئات الأعمال.
