تدفّق الاستثمارات يعزّز نمو الشركات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

تدفّق الاستثمارات يعزّز نمو الشركات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

يشهد قطاع الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا موجة متصاعدة من تركيز رؤوس الأموال وإبرام الصفقات الاستثمارية، في مؤشر واضح على تنامي ثقة المستثمرين بالمنظومة الريادية في المنطقة، وقدرتها على إنتاج نماذج أعمال قابلة للنمو والاستدامة.

وسجّلت الفترة الأخيرة إغلاق عدد من جولات التمويل في قطاعات متنوعة، شملت التكنولوجيا المالية، والذكاء الاصطناعي، والصحة الرقمية، والتجارة الإلكترونية، والخدمات اللوجستية، ما يعكس نضج السوق وارتفاع مستوى الابتكار لدى الشركات الناشئة. وأسهم هذا الزخم في تعزيز حضور شركات إقليمية كلاعبين مؤثرين في أسواقهم المحلية والدولية.

ويرى مختصون أن تركّز الاستثمارات لا يعني انحسار الفرص، بل يعكس انتقال السوق إلى مرحلة أكثر انتقائية، حيث تتجه رؤوس الأموال نحو الشركات التي أثبتت قدرتها على تحقيق الإيرادات، وبناء فرق قوية، وتقديم حلول تقنية ذات قيمة مضافة حقيقية. كما يُظهر هذا التوجه تحولًا من التمويل التجريبي إلى الاستثمار القائم على الأداء والنمو المدروس.

وتلعب بعض الأسواق الرئيسية في المنطقة دورًا محوريًا في هذا المشهد، مستفيدة من بيئات تنظيمية داعمة، وبنية تحتية رقمية متقدمة، وبرامج حكومية ومحفزات استثمارية ساعدت على جذب الصناديق الإقليمية والدولية. وأسهم ذلك في تسريع وتيرة الصفقات وتعزيز تنافسية الشركات الناشئة.

ويُتوقع أن يستمر هذا الاتجاه خلال المرحلة المقبلة، مع تركيز أكبر على الصفقات الاستراتيجية، والشراكات العابرة للحدود، وتمويل مراحل النمو المتقدمة، ما يعزز من مكانة المنطقة كوجهة جاذبة لريادة الأعمال والاستثمار التكنولوجي.