أثار الزلزال الذي شهدته منطقة كوتاهيا في تركيا حالة واسعة من القلق لدى الأوساط العلمية والسكان على حد سواء، حيث أصدر خبراء الزلازل تحذيرات متكررة من احتمالية تعرض البلاد إلى زلزال أشد قوة وأكثر خطورة في المستقبل القريب.
وأشار المتخصصون إلى أن تركيا تقع عند تقاطع عدة فوالق جيولوجية نشطة، أبرزها صدع شمال الأناضول الذي يُعتبر من أخطر الصدوع الزلزالية في العالم. وأكدوا أن النشاط الزلزالي الأخير في كوتاهيا ليس حدثًا معزولًا، بل حلقة ضمن سلسلة من الهزات التي قد تسبق وقوع زلزال رئيسي.
ويحذر الخبراء من أن استمرار الضغط على الطبقات الأرضية في تلك المناطق يزيد من احتمالية وقوع هزة قوية قد تكون آثارها مدمرة، خاصة في المدن ذات الكثافة السكانية العالية والتي تعاني من وجود أبنية قديمة غير مطابقة لمعايير السلامة الزلزالية.
كما شددوا على أهمية أن تبادر السلطات التركية إلى تعزيز أنظمة الإنذار المبكر، وتكثيف برامج التوعية المجتمعية، وتطوير البنية التحتية بما يتماشى مع المعايير العالمية لمقاومة الزلازل. وأكدوا أن الاستثمار في الأبحاث العلمية والمراقبة الجيولوجية يعد ضرورة قصوى للتقليل من المخاطر المحتملة وحماية الأرواح والممتلكات.
ويرى مراقبون أن هذا التحذير يمثل دعوة عاجلة لاتخاذ إجراءات عملية، ليس فقط لمواجهة الهزات الأرضية الحالية، بل لبناء خطط استباقية طويلة المدى تضمن استعداد البلاد للتعامل مع أي كارثة طبيعية محتملة.
