تُمثل مكة المكرمة مركزاً روحانيا لأكثر من 2 مليار مسلم حول العالم، ففيها رُفِعَت أساسات الكعبة المشرّفة بالمسجد الحرام الذي يعتبر قبلة المسلمين،
ويقصده الملايين سنويًّا لأداء مناسك الحج والعمرة من جميع أنحاء العالم، مما جعل من تطوير مدينة مكة هدفاً متجلياً في رؤية وبرامج المملكة 2030،
ومصحوباً بخطط ومشاريع تنموية عظيمة على المستىوى العالمي.
حيث من المتوقع أن تقود المملكة العربية السعودية سوق البناء والتطوير العالمي بحلول عام 2028، وذلك بفضل المشاريع الضخمة والنمو الكبير في هذا القطاع.
وفقًا لتقرير صادر عن شركة الأبحاث والعقارات العالمية نايت فرانك ميراكلز، خلص إلى أن قيمة إنتاج البناء في المملكة يمكن أن تصل إلى 181.5 مليار دولار بحلول نهاية عام 2028،
ما يجعلها أكبر سوق بناء في العالم.
وفي عام 2023 احتلت مدينة مكة ثاني أكبر حصة من قيمة عقود البناء في المملكة بأكثر من 107 مليارات ريال سعودي.
تحديات إدارة المشاريع في مكة
ولأن لمكة المكرمة مكانة روحانية خاصة للزوار والساكنين، فإن لها أيضاً خصوصية في آلية تنفيذ مشاريعها العملاقة والتي عادةً ما تتصاحب مع تحديات مختلفة،
نناقش هنا ما يتقاطع تنفيذه زمنياً مع مواسم الحج والعمرة، التي عادةً ما تحرص المملكة خلالها على تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن عبر توظيف أعلى الطاقات الممكنة.
ومن أبرز التحديات التي تواجه الجهات المسؤولة عن تنفيذ المشاريع في مدينة مكة أثناء مواسم الحج والعمرة ما يلي:
تحديات تتعلق بالسلامة: بحيث يصبح ضمان سلامة العمال والزائرين أمرًا بالغ الأهمية، خاصة خلال فترات الإزدحام الشديد في رمضان أو خلال فترة الحج.
قيود زمنية: حيث أن العديد من مشاريع البنى التحتية موجهة لخدمة الزوار ، فإنها مع الإزدياد الكبير للزائرين خلال المواسم يولد ضغطاً شديداً على الجدول الزمني لتنفيذ المشروع،
لتفادي التأخير الناجم عن زيادة الاختناقات المرورية، أو تقييد ساعات العمل و الوصول المحدود إلى مواقع المشاريع.
تحديات لوجستية: حيث يمكن أن تكون إدارة النقل وسلاسل التوريد وحركة البضائع معقدة في البيئات المزدحمة.
تحديات استمرارية سلاسل التوريد: فإنه خلال المواسم المزدحمة وفي المناطق المكتظة بالسكان يصبح تأمين الموارد الضرورية (مثل العمالة الماهرة والمواد والمعدات)
أمرًا صعبًا بسبب قيود الحركة أو لارتفاع الطلب ونفاذ الكميات.
استراتيجيات التخفيف:
في حال عدم القدرة على تمديد المشروع لتسليم المخرجات والخدمات المتعاقد عليها وللتخفيف من التأثير السلبي على أداء المشروع في مواسم الازدحام بمدينة مكة،
يمكن لمدير المشروع إتباع عدة أساليب وطرق إدارية حسب حالة كل مشروع نذكر منها مايلي:
- إعادة ترتيب أولويات متطلبات المشروع وذلك بتحديد المكونات الهامة والمرتبطة بخدمة الجمهور أثناء الموسم وتسليمها ضمن الإطار الزمني المعتمد، مع جدولة متطلبات أخرى لمراحل لاحقة.
- ضغط الجدول الزمني عن طريق تخصيص موارد إضافية، أو إعادة توزيع الموارد على المتطلبات ذات الأولوية العالية، مع الحرص على تقييم أثرها على ميزانية المشروع بشكل عام.
- إعادة جدولة بعض المهام لتكون خارج أوقات الذروة، بحيث يسهل على العاملين وسلاسل الإمداد والتوريد من الوصول للموقع دون تأخير.
- التأكد من جاهزية الموارد قبل بدء الموسم، ومراجعة عقود المشتريات المرتبطة بالمشروع وتأكيد تواريخ التسليم مع الموردين وتسجيل المخاطر أو التحديات المرتبطة.
- الإدارة الرشيقة من خلال تقسيم النطاق إلى أجزاء أصغر وملموسة، ومراقبة التقدم من خلال استخدم لوحات المعلومات خلال اجتماعات يومية قصيرة مع القادة الرئيسيين لتتبع التقدم وتحديد الاختناقات والعمل على حلها.
أخيراً، يجب تذكر أن إدارة المشاريع الناجحة وخصوصاً في مدينة مكة المكرمة خلال المواسم شديدة الإزدحام تتطلب من فريق عمل المشروع التعامل بشكل استباقي مع الأحداث والقدرة على التكيف والتعاون وحل المشكلات بشكل إبداعي.
اقرأ أيضًا: iShowSpeed يتعرض لهجوم شرس من كلب روبوت بقيمة 100 ألف دولار