في عصر تتغلغل فيه تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي في كل جانب من جوانب الحياة اليومية، يزداد أهمية تأثيرها على القرارات المتعلقة بالصحة.
وتهدف دراسة بقيادة الدكتور المنتصربالله المديميغ، والدكتورة إيمان المخضب – إستشاري طب الأمراض الجلدية وجراحة الجلد بقسم الجلدية،
بجامعة الملك سعود ومستشفى الملك خالد الجامعي بمدينة الرياض، إلى تحليل هذه الظاهرة ضمن نطاق التجميل في مجال تخصص الجلدية في السعودية.
وتسعى الدراسة التي نشرت في مجلة Journal of Cosmetic Dermatology الشهيرة، إلى فهم كيف تشكل منصات،
مثل إنستغرام – سناب شات – وتويتر، الاتجاهات العامة والسلوكيات تجاه الإجراءات التجميلية و روتين
العناية بالبشرة.
استطلاع مفصل عبر الإنترنت
وقد أجرى المديميغ والمخضب بحثًا تضمن استطلاعًا مفصلاً عبر الإنترنت تم توزيعه في جميع أنحاء المملكة.
استهدف هذا الاستطلاع مجموعة متنوعة من المشاركين، وجمع بيانات حول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وعلاقتها بالاهتمام بالعلاجات الجلدية والمنتجات.
وكشفت النتائج عن وجود فروق كبيرة بين الجنسين في البحث عن النصائح والخدمات الجلدية.
وكانت النساء بشكل ملحوظ أكثر تأثرًا بأطباء الجلدية ومؤثري الجمال على وسائل التواصل الاجتماعي، في حين كان الرجال يميلون أكثر نحو المصادر التقليدية مثل الصيادلة لاحتياجات العناية بالبشرة.
وتسلط الدراسة الضوء على عدة رؤى مهمة، حيث تميل النساء في السعودية إلى التفاعل مع المحتوى الخاص بأطباء الجلدية عبر الإنترنت، مقيمين مصداقيتهم وخبرتهم قبل حجز الاستشارات.
فلا تقدم وسائل التواصل الاجتماعي فقط منصة للمعلومات ولكن أيضًا كمكان للتحقق والاطمئنان من خلال التفاعلات بين الأقران.
ويعتبر هذا الاتجاه أقل وضوحًا بين الرجال، الذين يعطون الأولوية للنصائح المهنية المباشرة على المحتوى عبر الإنترنت.
كما لاحظ الباحثون أن الوصول الواسع واستهلاك المحتوى المتعلق بالجمال والصحة على وسائل التواصل
الاجتماعي قد ساهم في تنمية جمهور أكثر وعيًا واهتمامًا بالصحة.
وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها على الإجراءات التجميلية
علاوة على ذلك، أشارت الدراسة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي لها تأثير كبير على القرارات المتعلقة بالإجراءات التجميلية.
كان الارتباط العالي بالمنصات مرتبطًا بزيادة الوعي والمشاركة في خدمات التجميل الجلدي.
بينما كان هذا التأثير أكثر وضوحًا بين الأفراد الأصغر سنًا الذين يقضون وقتًا أطول على الإنترنت، وخاصة النساء.
كما تم اكتشاف العوائق الشائعة للوصول إلى خدمات التجميل، مثل التكلفة والخوف من المضاعفات،
حيث أشار العديد من المستطلعين إلى أن هذه المخاوف تعتبر مخاوف كبيرة على الرغم من جاذبية
العلاجات المعروضة عبر الإنترنت.
ختامًا، تقدم الدراسة التي أجراها المديميغ، المخضب، وزملائهم رؤى حيوية حول الدور القوي لوسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل الإدراكات العامة والأفعال المتعلقة بالتجميل الجلدي.
فمع استمرار تطور وسائل التواصل الاجتماعي، من المتوقع أن يزداد تأثيرها على سلوك المستهلكين في مجال الرعاية الصحية،
ما يجعل من الضروري لمقدمي الرعاية الصحية التفاعل بنشاط مع هذه المنصات لتوجيه الإدراكات والتوقعات العامة بفعالية.
وتسلط هذه البحوث الضوء على مسار للدراسات المستقبلية وتؤكد على الحاجة إلى معايير أخلاقية ونشر معلومات مستنيرة في عصر الرقمنة.
اقرأ أيضًا: فواكه تساعد على نظافة الشرايين وتمنع انسدادها