ينبغي على المسلم أن يتخير في دعائه أوقات الإجابة، لعل الله يستجيب له، فأعظم ما يريده المسلم الداعي أن يستجيب الله لدعائه.
ويجب على المسلم الداعي أيضًا أن يحرص على آداب الدعاء، فذلك أدعى لقبول دعائه، ومن تلك الأوقات التي يتحرى فيها الدعاء:
الدعاء في الحجّ والعُمرة
يعد الدعاء في الحج والعمرة من أفضل أوقات إجابة الدعاء، لحديث ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-:
(الغازي في سبيلِ اللهِ، والحاجُّ، والمعتمِرُ؛ وفدُ اللهِ، دعاهُم فأجابوهُ، وسأَلوه فأعطاهُم).
الدعاء يوم عرفة
ويعد الدعاء يوم عرفة أيضًا من أوقات إجابة الدعاء، فقد ثبت في صحيح مسلم عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال:
(ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمِ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟).
الدعاء حين الصعود على الصفا والمروة أثناء السَّعي
إنّ من أوقات إجابة الدعاء؛ الدعاء حين الصعود على الصفا والمروة أثناء السَّعي، كما في حديث جابر -رضي الله عنه- الذي وصف فيه حجّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-؛ إذ قال:
(ثُمَّ خَرَجَ مِنَ البَابِ إلى الصَّفَا، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الصَّفَا قَرَأَ: {إنَّ الصَّفَا والْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ} أَبْدَأُ بما بَدَأَ اللَّهُ به فَبَدَأَ بالصَّفَا، فَرَقِيَ عليه،
حتَّى رَأَى البَيْتَ فَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، فَوَحَّدَ اللَّهَ وَكَبَّرَهُ، وَقالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ،
أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ ثُمَّ دَعَا بيْنَ ذلكَ،
قالَ: مِثْلَ هذا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ نَزَلَ إلى المَرْوَةِ، حتَّى إذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ في بَطْنِ الوَادِي سَعَى، حتَّى إذَا صَعِدَتَا مَشَى، حتَّى أَتَى المَرْوَةَ، فَفَعَلَ علَى المَرْوَةِ كما فَعَلَ علَى الصَّفَا).
الدعاء حين الوقوف في مزدلفة يوم النَّحر
إنّ من أوقات إجابة الدعاء؛ الدعاء حين الوقوف في مزدلفة يوم النَّحر، كما ثبت في حديث جابر بن عبدالله:
(ثُمَّ رَكِبَ القَصْوَاءَ، حتَّى أَتَى المَشْعَرَ الحَرَامَ، فَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، فَدَعَاهُ وَكَبَّرَهُ وَهَلَّلَهُ وَوَحَّدَهُ، فَلَمْ يَزَلْ وَاقِفًا حتَّى أَسْفَرَ جِدًّا، فَدَفَعَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ).
الدعاء بعد رَمْي الجمرة الصُّغرى والوُسطى أيّام التشريق
إنّ من أوقات إجابة الدعاء؛ الدعاء بعد رَمْي الجمرة الصُّغرى والوُسطى أيّام التشريق، كما ثبت في صحيح البخاريّ عن ابن عمر -رضي الله عنهما-:
(أنَّ عَبْدَ اللَّهِ بنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، كانَ يَرْمِي الجَمْرَةَ الدُّنْيَا بسَبْعِ حَصَيَاتٍ، ثُمَّ يُكَبِّرُ علَى إثْرِ كُلِّ حَصَاةٍ، ثُمَّ يَتَقَدَّمُ فيُسْهِلُ، فَيَقُومُ مُسْتَقْبِلَ القِبْلَةِ قِيَامًا طَوِيلًا،
فَيَدْعُو ويَرْفَعُ يَدَيْهِ، ثُمَّ يَرْمِي الجَمْرَةَ الوُسْطَى كَذلكَ، فَيَأْخُذُ ذَاتَ الشِّمَالِ فيُسْهِلُ ويقومُ مُسْتَقْبِلَ القِبْلَةِ قِيَامًا طَوِيلًا، فَيَدْعُو ويَرْفَعُ يَدَيْهِ،
ثُمَّ يَرْمِي الجَمْرَةَ ذَاتَ العَقَبَةِ مِن بَطْنِ الوَادِي، ولَا يَقِفُ عِنْدَهَا، ويقولُ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَفْعَلُ).
الدعاء داخل الكعبة وداخل الحِجْر
إنّ من أوقات إجابة الدعاء؛ الدعاء داخل الكعبة وداخل الحِجْر، كما ثبت في حديث ابن عباس -رضي لله عنهما-:
(لَمَّا دَخَلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ البَيْتَ، دَعَا في نَوَاحِيهِ كُلِّهَا، ولَمْ يُصَلِّ حتَّى خَرَجَ منه، فَلَمَّا خَرَجَ رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ في قُبُلِ الكَعْبَةِ، وقالَ: هذِه القِبْلَةُ).
الدعاء عند شُرب ماء زمزم
كما إنّ من أوقات إجابة الدعاء؛ الدعاء عند شُرب ماء زمزم، لقَوْل الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-: (ماءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِب له).
فهناك عدّة أوقات يستجاب فيها الدعاء، ويُستحبّ الحرص على الدعاء فيها لأنها أقرب للإجابة، وقد ورد فيها نصوص شرعيّة تدلّ على فضلها؛
كالدعاء بين الأذان والإقامة للصلاة، وأوقات الدعاء في الصلاة؛ كالدعاء في سجود الصلاة وقبل السلام منها، وكذلك في السنة القبلية لصلاة الظهر، وبين الظهر والعصر في يوم الأربعاء،
والدعاء في جوف ومنتصف الليل، وفي يوم الجمعة، ويوم عرفة، وفي الحجّ أو العمرة، وفي عدّة مواضع فيها؛ كالدعاء حين الصعود على الصفا والمروة أثناء السَّعي،
وعند الوقوف في مزدلفة يوم النَّحر، وبعد رَمْي الجمرة الصُّغرى والوُسطى أيّام التشريق، إلى غير ذلك من المواضع والأوقات.
اقرأ أيضًا: ادعية عيد الاضحى