مع انطلاق ملتقي القيم المشتركة بين الأديان، في العاصمة السعودية، اليوم الأربعاء، طالب المشاركون فيه بضرورة تعزيز السلام والتضامن حول العالم.
وينظم الملتقى الذي انطلق بمشاركة قادة دينيين من مختلف العالم رابطة العالم الإسلامي.
ويشارك في الملتقى قــادة الأديــان حــول العالــم مــن المســلمين، واليهــود والمســيحيين والهنــدوس والبوذييــن وغيرهــم
مــع مشــاركة قيادات فكرية مؤثرة.
أهداف المؤتمر
ويهدف المؤتمر، إلى تطوير رؤية حضارية مشتركة لترسيخ قيم الوسطية في المجتمعات الإنسانية،
وتحويل الخلافات المفتعلة بين الأديان والحضارات إلى تضامن وتعاون وتفاهم.
فعاليات المؤتمر
وتتضمَّن فعاليات المؤتمر، كلماتٍ لعدد من القيادات الدينية والفكرية المشاركة،
إلى جانب عرض مرئي عن دَور القيادات الدينية في تعزيز قيم السلام والوئام، فضلًا عن حلقات حوار لمشاركة وجهات النظر من التقاليد الدينية حول موضوع المنتدى.
كلمة أمين عام رابطة العالم الإسلامي
قال محمد بن عبد الكريم العيسى، أمين عام رابطة العالم الإسلامي، في كلمته بالمؤتمرإن لجميع أتباع الأديان الحق بالوجود بكرامة واحترام.
وأضاف أمين عام رابطة العالم الإسلامي: “نرفض أي تأويل خاطئ أو متعمد يقوض التعايش بين أتباع الأديان”.
وقال: “هذا الملتقى هدفه تعزيز التفاهم والانسجام بين أتباع الأديان.. اعتدالنا الروحي يجمع ولا يفرق”،
مطالبا بضرورة تجنب التقلب في المواقف من أجل أهداف مرحلية.
الدين يصون القيم الإنسانية
فيما قال البطريرك برثلماوس الأول هو بطريرك القسطنطينية المسكوني وروما الجديدة “لا يرتبط الدين فقط بمخاوف الإنسان بل بهوية الشعوب والحضارات”،
مضيفا أن الدين يصون القيم الإنسانية وعلينا التعاون وتطبيق ما نعرفه عن السلام.
منظمة دولية مستقلة غير حكومية
وأوضح الأستاذ عبدالوهاب بن محمد الشهري، الوكيل للاتصال المؤسسي برابطة العالم الإسلامي،
أن الملتقى ينطلق على ضوء أهداف الرابطة المشمولة بنظامها الأساسي ولوائحها الخاصة بها،
ترسيخاً لدورها العالمي كمنظمة دولية مستقلة غير حكومية تُعنى بنشر قيم الإسلام الداعية لخير الإنسانية،
ومن ذلك التعاون مع الجميع حول تعزيز المشترَكات الإنسانية من أجل عالمٍ أكثر تعاوناً وسلاماً،
ومجتمعاتٍ أكثر تعايشاً ووئاماً، منطلقاً من أرض المملكة العربية السعودية، أرض الإشعاع والتواصل الإسلامي والإنساني.
وشدّد على أن الملتقى جاء على أساس متين من تعاليم ديننا العظيم الداعي للحوار والتعاون،
ولا سيما في دائرة المشتركات الجامعة التي تكفل التعايش الأمثل في عالمنا لكافة التنوع الإنساني،
والذي على ضوئه تمَّ إيجاد المنظومة الدولية الحديثة تحت مظلة الأمم المتحدة، مشتملةً على منظمات وهيئات وبرامج عالمية يلتقي حولها الجميع،
ومن بينها منظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، والتي أسهمت فيها الدول الإسلامية من خلال علمائها ومفكريها بدورٍ فاعلٍ.
إيضاح حقائق الإسلام
وحسب مصادر لموقع تايمز السعودية، كشف الشهري أن “في جُملة المحاور الرئيسة لهذا الملتقى إيضاح حقائق الإسلام التي جاءت رحمةً للعالمين،
وبلَّغَ نبيُّنا الكريم صلى الله عليه وسلم مكارِمَها للناس أجمعين، وهو مَنْ وصفه المولى جلَّ وعلا بالخُلُق العظيم، وهو الخُلُق الذي ألَّف به القلوب وبلَّغ به الحق،
على حين سعى التطرف والتطرف المضاد (حول العالم) محاولاً تشويه تلك القيم الإسلامية،
ولكنها بهديها الرفيع وانفتاحها الإيجابي بَلَغَتْ العالمين وقَضَتْ على محاولات التشويه وأَخْمَدَتْها في مهدها”،
مستطرداً “وها نحن اليوم نشاهد تلك المحاولات تعاود ــ من مكان لآخر ــ سِيْرَتَها الأولى لتَنْتُجَ عنها مع الأسف مفاهيمُ ونظرياتُ وشعاراتُ كراهية الإسلام (الإسلاموفوبيا)”.
حكمة التشريع الإسلامي في التعامل مع الجميع
وأضاف وكيل الاتصال المؤسسي برابطة العالم الإسلامي، متحدثاً عن الأساس المتين الذي يقوم عليه الملتقى: “جاء الملتقى كذلك،
انطلاقاً من هَدْي وثيقة المدينة المنورة التي أمضاها نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة مع مختلف التنوع الديني،
مُبْرِزَةً بكل وضوح المعاني الكريمة لحكمة التشريع الإسلامي في التعامل مع الجميع، حيث انفتح الإسلام “انفتاحاً إيجابياً” على أتباع الأديان،
لإيضاح رسالته الداعية لخير الإنسانية ومعالجة أي مفهوم أو أسلوب أو ممارسة خاطئة لا تخدم تفاهم وتعايش الجميع بسلام”.
ضيوف الملتقى
وعن ضيوف الملتقى من القادة الدينيين من المكونات الأخرى غير الإسلامية قال: “إن ضيوف هذا اللقاء قادة متميزون،
عُرِفَ عنهم احترام المسلمين والوقوف معهم في عدد من القضايا بمواقف تستحق التقدير والتنويه”،
منوهاً إلى أن التواصل معهم يأتي لمزيد من بناء الجسور وصولاً للأهداف المنشودة.
جلسة افتتاحية وثلاث حلقات نقاش
وشهد الملتقى، جلسة افتتاحية وثلاث حلقات نقاش، تتناول أولاها موضوع: “الكرامة الإنسانية”:
المساواة (العادلة) بين البشر وعمق المشتركات الإنسانية مع التركيز على وجوب تفهم الخصوصيات الدينية والثقافية وعدم الإساءة لأتباعها،
وإنما يجري الحوار حولها لإيضاح ما يلزم إيضاحه كما هو أدب الإسلام في الإيضاح والبيان.
فيما حملت الثانية عنوان “تجسير الإنسانية لخير الإنسانية: تفكيك مفهوم الصراع الحتمي للحضارات وصدامها وتعزيز قيم الصداقة والتعاون بين الأمم والشعوب لصالح الجميع”،
تحت شعار: “أسرة إنسانية واحدة تتعارف وتتفاهم وتتعاون مع إيضاح الحق للجميع”.
وتناولت الثالثة موضوع: الوسطية وتفهم الآخرين.. فطرية القيم الإنسانية ودورها في تكوين شخصية الاعتدال
وتفهم التنوع بين البشر وعدم تحويلها إلى خوف وكراهية وصراع وإنما إلى حوار وتفاهم وتعاون لصالح الجميع.
ويعقب حلقات النقاش، حوار مفتوح حول المبادرات المقدمة،
ثم عقد الجلسة الختامية، وتلاوة البيان الختامي مشتملاً على إعلان القيم الإنسانية المشتركة على ضوء مخرجات مداولات الملتقى وتوافق الجميع.
اقرأ أيضاً: السفارة السعودية بالرباط تصدر بيانًا بخصوص الشاب السعودي المفقود بالمغرب