يحاول المفاوضون التوصل إلى التفاصيل النهائية لوقف إطلاق نار معقد ومتدرج في غزة – اليوم الأربعاء – بعد محادثات ماراثونية في قطر ووعد زعماء الولايات المتحدة ومصر بالبقاء على اتصال وثيق بشأن اتفاق خلال الساعات القادمة.
وأثارت المحادثات التي استمرت أكثر من ثماني ساعات في الدوحة حالة من التفاؤل.
وقال مسؤولون من الوسطاء قطر ومصر والولايات المتحدة وكذلك إسرائيل وحماس – أمس الثلاثاء – إن التوصل إلى اتفاق بشأن الهدنة في القطاع الفلسطيني المحاصر وإطلاق سراح الرهائن أصبح أقرب من أي وقت مضى.
لكن مسؤولا كبيرا في حماس قال لرويترز في وقت متأخر من أمس الثلاثاء إن الجماعة الفلسطينية لم تقدم ردها بعد لأنها ما زالت تنتظر من إسرائيل تقديم خرائط توضح كيف ستنسحب قواتها من غزة.
فيما صرح مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان إن الولايات المتحدة تأمل في التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع.
وينظر الآن على نطاق واسع إلى تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب في العشرين من يناير باعتباره الموعد النهائي الفعلي للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
فخلال أشهر من المحادثات المتقطعة للتوصل إلى هدنة في الحرب المدمرة المستمرة منذ 15 شهرًا، قال الجانبان سابقًا إنهما قريبان من وقف إطلاق النار،
لكنهما واجها عقبات في اللحظة الأخيرة، كانت الخطوط العريضة للاتفاق الحالي قائمة منذ منتصف عام 2024.
فإذا نجحت خطة وقف إطلاق النار المرحلية، فقد تتمكن من وقف القتال الذي دمر غزة، وأودى بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وتشريد معظم سكان القطاع، ولا يزال يقتل العشرات يوميا.
ومن شأن ذلك بدوره أن يخفف التوترات في منطقة الشرق الأوسط الأوسع، حيث أججت الحرب الصراع في الضفة الغربية ولبنان وسوريا واليمن والعراق، وأثارت مخاوف من اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وإيران.
وستستعيد إسرائيل نحو 100 رهينة وجثث من بين الأسرى في هجمات 7 أكتوبر 2023 التي شنتها حماس والتي أدت إلى اندلاع الحرب، وفي المقابل ستفرج عن المعتقلين الفلسطينيين.
حيث إن مسودة الاتفاق الأخيرة معقدة وحساسة، وبموجب شروطها فإن الخطوات الأولى سوف تتضمن وقف إطلاق نار مبدئي لمدة ستة أسابيع.
كما تتضمن الخطة أيضا انسحابا تدريجيا للقوات الإسرائيلية من وسط قطاع غزة وعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال القطاع.
وينص الاتفاق أيضا على أن تفرج حماس عن 33 رهينة إسرائيليًا إلى جانب خطوات أخرى.
وينص المشروع على بدء المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق في اليوم السادس عشر من المرحلة الأولى.
وتتضمن المرحلة الثانية إطلاق سراح كل الرهائن المتبقين، ووقف إطلاق النار الدائم، والانسحاب الكامل للجنود الإسرائيليين.
حتى لو وافقت الأطراف المتحاربة على الاتفاق المطروح على الطاولة، فإن هذا الاتفاق لا يزال بحاجة إلى مزيد من المفاوضات قبل التوصل إلى وقف إطلاق نار نهائي وإطلاق سراح جميع الرهائن.
اقرأ أيضًا: اتفاق وقف إطلاق النار في غزة أصبح أقرب من أي وقت مضى
المصدر: reuters