أثار تفشي مرض “الميكوبلازما” في الصين مخاوف من تكرار أزمة جائحة كورونا التي اجتاحت العالم وتسببت في وفاة ملايين الأشخاص.
ارتفعت حصيلة الأطفال المصابين بالمرض بالصين
وارتفعت حصيلة الأطفال المصابين بهذا المرض في المستشفيات الصينية، وأكدت الإذاعة الوطنية الصينية في تقرير عبر موقعها على الإنترنت أن متوسط عدد المرضى في قسم الطب الباطني في مستشفى بكين للأطفال تجاوز 7 آلاف مريض يومياً، وهو ما يتجاوز قدرة المستشفى.
وطلبت منظمة الصحة العالمية من الصين المزيد من المعلومات حول انتشار المرض، موصية باتباع التدابير اللازمة للحد من مخاطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، ما يشمل التطعيمات الموصى بها، والابتعاد عن المرضى، والبقاء في المنزل في حال التعرض للمرض، وارتداء أقنعة الوجه.
وأكدت المنظمة في الوقت ذاته أنه ليس هناك ما يشير إلى أن تفشي المرض يشكل أي تهديد عالمي، فيما أفادت السلطات الصينية أنه لا وجود لمسببات أمراض غير عادية أو جديدة وراء حالات الالتهاب الرئوي بين الأطفال مؤخرًا، مضيفة أن الإنفلونزا هي أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع حالات الإصابة، كما ساهمت فيروسات الميكوبلازما الرئوية والفيروس المخلوي التنفسي في الأمر أيضًا.
و”الميكوبلازما” عبارة عن التهاب في الرئتين يحدث عادة بسبب العدوى جراء الفيروسات أو البكتيريا أو الفطريات، ويصيب هذا المرض الأطفال الأصغر سنا، كما أن الأطفال دون سن 5 سنوات والمسنين الذين تتجاوز أعمارهم 65 عامًا وأولئك الذين يعانون ضعف المناعة هم أكثر الفئات عرضة للإصابة بالمرض.
أعراض “الميكوبلازما” في شكل سعال وفقدان للشهية
وتظهر أعراض “الميكوبلازما” في شكل سعال وفقدان للشهية، كما يشعر المريض بتعب وآلام في الجسم بجانب ارتفاع درجة حرارة الجسم وضيق التنفس، وتمثلت أعراض المرض الذي شوهد مؤخرًا على الحالات المصابة في الصين في أعراض مثل الحمى القوية والتهاب الرئتين، وهو الأمر الذي جعل البعض يرون أن هذا الالتهاب يعد أكثر خطورة من المعتاد.
وقد ينتشر المرض، وفقا لموقع medicoswab الطبي، عن طريق العطاس، فعندما يعطس الشخص المصاب بالمرض فإن قطرات تنفسية صغيرة تحتوي على البكتيريا تتطاير ويمكن أن تصيب أشخاصًا آخرين بالعدوى إذا تنفسوا تلك القطرات.
ويمكن تشخيص الميكوبلازما الرئوية من خلال مجموعة متنوعة من الطرق منها إجراء فحص الدم الذي يبحث عن وجود أجسام مضادة للبكتيريا أو من خلال ثقافة إفرازات الجهاز التنفسي، مثل البلغم أو مسحات الحلق، أو إجراء اختبارات تضخيم الحمض النووي (NAATs) ويمكن استخدامه للكشف عن وجود الحمض النووي للبكتيريا في عينات الجهاز التنفسي، وعادةً ما يتضمن علاج عدوى الميكوبلازما الرئوية استخدام المضادات الحيوية. الماكروليدات، مثل أزيثروميسين وإريثرومايسين، تستخدم عادة كعلاجات الخط الأول. ويمكن أيضًا استخدام التتراسيكلين والفلوروكينولونات في بعض الحالات.
ويرى مختصون أن المعلومات المتوفرة بشأن المرض حالياً قليلة جدًا لحسم التشخيص النهائي لسبب العدوى، فيما يرى الأستاذ في جامعة “إيست أنجليا”، “بول هانتر”، أن الوضع في الصين لا يشير إلى وباء بسبب فيروس جديد، مشيرًا إلى أنه إذا كان الأمر كذلك، فسيكون هناك تسجيل للمزيد من الإصابات لدى البالغين، موضحًا أن حقيقة قلة الإصابات المبلغ عنها لدى البالغين تشير إلى وجود مناعة من الفيروس من تعرض سابق له.