في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز جاهزية الأجيال القادمة لمتطلبات المستقبل، أعلنت وزارة التعليم في المملكة عن إدراج تعليم الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية على جميع المستويات التعليمية، بدءًا من العام الدراسي الجاري 2024-2025.
ويأتي هذا التوجه الطموح في إطار رؤية المملكة 2030 التي تولي اهتمامًا بالغًا بتنمية المهارات الرقمية والذكاء الاصطناعي لدى الطلاب، من أجل إعداد كوادر وطنية قادرة على مواكبة التحولات التقنية المتسارعة والمنافسة في سوق العمل العالمي.
وسيتم دمج مفاهيم الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية بالتدرج حسب المرحلة العمرية، بدءًا من التعريف بالمفاهيم الأساسية في المراحل الابتدائية، مرورًا بالتطبيقات التفاعلية في المراحل المتوسطة، وصولًا إلى المشاريع والممارسات التقنية المتقدمة في المرحلة الثانوية. كما يشمل البرنامج تدريبا شاملا للمعلمين لضمان تقديم المحتوى بطرق تعليمية فعّالة ومبتكرة.
وأكّدت وزارة التعليم أن هذا التحول يعكس التزام المملكة ببناء منظومة تعليمية حديثة ومتكاملة ترتكز على الابتكار والمعرفة، وتُعد الطالب ليس فقط للمستقبل، بل لصناعته. ومن المتوقع أن يُسهم هذا التوجه في تمكين الطلاب من فهم أدوات الذكاء الاصطناعي واستخدامها بوعي، مما يفتح أمامهم آفاقًا واسعة للإبداع والابتكار في مختلف المجالات العلمية والعملية.
تأتي هذه المبادرة الوطنية في وقت يشهد فيه العالم تحولًا جذريًا نحو التقنيات الذكية، ما يجعل المملكة في طليعة الدول الساعية إلى دمج الذكاء الاصطناعي بشكل مبكر في المسارات التعليمية، بما يعزز مكانتها العالمية كمركز رائد في الابتكار الرقمي والمعرفي.
