لقد فرضت مجموعة المبادرات الحكومية والإصلاحات القانونية وسياسات التوطين في المملكة إدراج المرأة ليس فقط في القوى العاملة،
ولكن أيضًا في حوكمة الشركات وأدوار القيادة العليا بما يتماشى مع هدف رؤية 2030 المتمثل في التنوع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
وقد وثقت تقارير متعددة أصدرتها شركتا برايس ووترهاوس كوبرز وكيرني تأثير هذه الإصلاحات، حيث سلطت الضوء على زيادة كبيرة في توظيف الإناث،
مع مضاعفة المشاركة في القوى العاملة بين عامي 2017 و2023 من 17.4% إلى 36%، وهو ما يتقدم كثيراً عن الهدف البالغ 30% المحدد لعام 2030.
وفي الوقت نفسه، أشارت العديد من مناقشات المائدة المستديرة لكبار مسؤولي التسويق إلى أن صناعة العلامات التجارية والتسويق والاتصالات والإبداع،
شهدت زيادة كبيرة في عدد النساء المعينات في اللجان التنفيذية (ExCos)، ما يعكس تحولاً ملحوظاً في الاستراتيجيات المؤسسية الشاملة، وتغيير المواقف تجاه الأدوار الجنسانية للشركات،
وصعود نماذج يحتذى بها من النساء في القيادة، وتغيير في التموضع حيث تستفيد العلامات التجارية في جميع أنحاء المملكة من المساواة بين الجنسين كميزة استراتيجية.
تقييم التأثير الميداني لسياسات التنوع
لمواءمة نتائج الأبحاث مع التقدم على أرض الواقع، تحدثت حملة الشرق الأوسط مع أشواق الشثري، نائب الرئيس العالمي للإدارة العامة والمديرة التنفيذية للمنطقة في الرياض،
في شركة Publicis Sapient، حول الأدوار والفرص المتطورة للنساء في المناصب القيادية في مجال العلامة التجارية والتسويق.
وقالت الشثري: ” خلال العام الماضي، اكتسبت المرأة السعودية نفوذاً كبيراً في قيادة العلامات التجارية والتسويق، وأصبحت لاعباً رئيسياً في مجالس الإدارة واللجان التنفيذية.
وتعمل المرأة السعودية بنشاط على صياغة استراتيجيات العلامات التجارية التي توازن بين المعايير الحديثة والقيم الثقافية السعودية.
وتسلط منصات مثل منتدى المرأة المبدعة الضوء على إنجازاتها، وتحتفل بدورها في دفع عجلة الابتكار وتمكين قادة المستقبل.
وأضافت: “نشهد أيضًا تقدمًا كبيرًا في مجال الاستشارات التقنية والرقمية، ومع التركيز على الشمول، ينضم المزيد من النساء الآن إلى مجالس الإدارة والفرق التنفيذية،
وخاصة في مجال التكنولوجيا والتحول الرقمي، أصبحت النساء السعوديات الآن في المقدمة، حيث يتخذن القرارات الاستراتيجية، ويطورن التكنولوجيا، ويعززن النمو الرقمي الشامل.
حيث تعكس زيادة عضوية النساء في مجالس الإدارة أهدافًا أوسع لسد الفجوات بين الجنسين والاستفادة من القيادة المتنوعة، وتعزيز القدرة التنافسية العالمية للمملكة العربية السعودية في الاقتصاد الرقمي”.
تمكين المرأة والتطوير المهني
وتم تحقيق هذا التقدم أيضًا من خلال موجة متزايدة من تمكين المرأة وفرص التعليم والتطوير المهني مثل برنامج مهيرة،
وهي مبادرة تسريع مصممة للنساء اللواتي يسعين إلى تحقيق تقدم وظيفي أكبر داخل صناعة الاتصالات التسويقية في المملكة العربية السعودية.
كما يُعقد برنامج “مهيرة”، الذي تدعمه مجموعة Publicis Groupe، يومي 5 و6 نوفمبر في فندق ومركز مؤتمرات كراون بلازا الرياض RDC،
إلى جانب مهرجان “أثر” السعودي للإبداع ، وهو أكبر تجمع لصناعة التسويق الإبداعي في المملكة العربية السعودية.
وعندما سُئلت عن كيفية مساعدة البرنامج، الذي دخل عامه الثاني حاليًا، للنساء في صناعة التسويق والاتصالات،
قالت الشثري: “إن المبادرات مثل برنامج مهيرة والشراكات مع المؤسسات التعليمية تساعد النساء على اكتساب مهارات القيادة، وهي مهمة للغاية.
فهي تمكن المهنيين من المستوى المتوسط إلى المستوى العالي من تمكين وإلهام بعضهم البعض أثناء صعودهم في الرتب وتولي أدوار قيادية”.
اقرأ أيضًا: المملكة تستهدف رفع مشاركة المرأة في القوى العاملة إلى 40% بحلول 2030
المصدر: campaignme