العلماء يسعون لاستخراج الطاقة الحرارية الجوفية في المملكة

العلماء يسعون لاستخراج الطاقة الحرارية الجوفية في المملكة

في إطار الجهود الرامية لتنويع مصادر الطاقة وتعزيز الاستدامة، يتجه العلماء والباحثون في المملكة إلى استكشاف إمكانات الطاقة الحرارية الجوفية باعتبارها موردًا نظيفًا وموثوقًا قادرًا على إمداد الشبكة الوطنية بطاقة مستمرة على مدار الساعة.

تشير الدراسات الأولية إلى أن المملكة تملك القدرة على توليد ما يصل إلى 1 غيغاواط من الطاقة الحرارية الجوفية بحلول عام 2035، وهو ما يعزز المستهدف الوطني المتمثل في توليد نصف احتياجات الكهرباء من مصادر متجددة.

وتكمن قوة هذا النوع من الطاقة في أنه يعمل بشكل دائم ومستقر، بعيدًا عن التغيرات المناخية التي قد تؤثر على مصادر أخرى مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح.

 

مشروعات بحثية رائدة

تعمل مؤسسات بحثية وطنية بالتعاون مع شركات متخصصة على حفر آبار استكشافية وتجريبية في عدة مناطق، أبرزها ساحل البحر الأحمر، لاختبار جدوى استخدام هذه الطاقة في مجالات متعددة مثل:

التبريد عبر مضخات حرارية تقلل من استهلاك الطاقة التقليدية بنسبة كبيرة.

التحلية باستخدام الحرارة الجوفية كخيار منخفض الكلفة وصديق للبيئة.

توليد الكهرباء بشكل مستمر ومستدام.

استخراج المعادن مثل الليثيوم من المياه الجوفية الساخنة، ما يفتح آفاقًا اقتصادية جديدة.

 

ورغم الآفاق الواسعة، فإن بعض المناطق قد لا تمتلك معدلات حرارة كافية على أعماق كبيرة لتوليد كميات ضخمة من الطاقة، وهو ما يتطلب استثمارات إضافية في البحوث والتطوير والتقنيات المتقدمة للحفر العميق.

يسعى الخبراء إلى وضع سياسات داعمة تشمل تسهيل التراخيص، وإنشاء صناديق لتقاسم المخاطر، وإبرام عقود شراء طويلة الأجل للطاقة، بما يعزز ثقة المستثمرين ويشجع على ضخ رؤوس الأموال في هذا القطاع الواعد.

إن استغلال الطاقة الحرارية الجوفية لا يمثل فقط خيارًا تقنيًا جديدًا، بل هو خطوة استراتيجية كبرى ستساهم في بناء اقتصاد وطني مستدام وتحقيق نقلة نوعية في مزيج الطاقة السعودي.