لا يزال تقليد “السَّبِي” حاضرًا في وجدان العائلات السعودية، رغم التغيرات الاجتماعية المتسارعة، إذ تحرص الأسر على إحيائه بروح جديدة تمزج بين الأصالة والعصرية.
ويُعد السَّبِي من العادات الشعبية العريقة التي ارتبطت بالطفولة والفرح والاحتفال، حيث يخرج الأطفال بملابس ملونة مرددين الأهازيج التقليدية بينما توزع العائلات الحلوى والهدايا، في مشهد يبعث البهجة ويقوي الروابط المجتمعية.
اليوم، بات هذا التقليد يأخذ طابعًا أكثر تنظيمًا، إذ تقام فعاليات السَّبِي في الأحياء السكنية والمراكز المجتمعية، مع إضافة لمسات عصرية مثل الزينة المضيئة، العروض الترفيهية، والمسابقات المخصصة للأطفال.
كما أصبح توثيق اللحظات ومشاركتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا من التجربة، مما جعلها جسرًا يصل بين الماضي والحاضر.
ويؤكد المشاركون أن السَّبِي ليس مجرد نشاط للأطفال، بل فرصة لإحياء العادات المتوارثة وتعزيز قيم الكرم والتواصل التي يتميز بها المجتمع السعودي.
كما يُنظر إلى استمراره كتجسيد لوعي المجتمع بأهمية الحفاظ على التراث، مع تطويره ليبقى متجددًا ومناسبًا لروح العصر، وهو ما يعكس صورة المملكة التي تجمع بين التمسك بالهوية والانفتاح على الحداثة.