يشهد المشهد الاجتماعي في المملكة عودة قوية لثقافة شرب الشاي، حيث لم يعد مقتصرًا على المناسبات التقليدية أو الجلسات العائلية، بل أصبح جزءًا من أسلوب حياة عصري يجمع بين الأصالة والتجديد.
ومع تنوع أصناف الشاي ومذاقاته، بدأ المستهلك السعودي يستكشف تجارب جديدة تتراوح بين الشاي التقليدي، والشاي الفاخر المستورد، والمزج المبتكر بالنكهات العصرية.
هذا التحول يعكس مزيجًا من الحنين للماضي والانفتاح على الاتجاهات العالمية، إذ بدأت المقاهي المتخصصة في الشاي بالانتشار في المدن الكبرى مثل الرياض وجدة والدمام، مقدمة قوائم واسعة تضم الشاي الأسود، الأخضر، الأبيض، والأعشاب، بالإضافة إلى الشاي المثلج والمخلوط بنكهات الفواكه والتوابل.

ويشير خبراء الضيافة إلى أن تزايد الاهتمام بالشاي يرتبط أيضًا بالوعي الصحي، حيث يُنظر إليه كمشروب طبيعي غني بمضادات الأكسدة، يساعد على الاسترخاء وتعزيز النشاط الذهني.
كما ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تسليط الضوء على طرق تحضير الشاي المبتكرة وعروض المقاهي المميزة، مما عزز من شعبيته لدى فئة الشباب.
وبينما يحتفظ الشاي بمكانته في الضيافة التقليدية، فإن الموجة الجديدة تمنحه حضورًا متجدّدًا في الحياة اليومية، ليصبح جسرًا يربط بين التراث والحداثة، ويعيد رسم ملامح المشهد الاجتماعي والذوق العام في المملكة.